قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تحتفظ بحق الانسحاب مجددا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، في حال انتهكت أوكرانيا الضمانات التي قدمتها.

وأكد بوتين أن موسكو طالبت بضمانات تتعلق بعدم قيام كييف بشن هجمات مثل تلك التي حدثت على ميناء سيفاستوبول، الذي يعد قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي

وأضاف الرئيس الروسي إن موسكو طلبت تأكيدات وضمانات من الجانب الأوكراني بأنه لن يحدث شيء مثل هجوم سيفاستوبول مرة أخرى، وأن الممرات الإنسانية لن تستخدم عسكريا.

وأوضح أن تركيا توسطت من أجل عودة روسيا إلى الاتفاق، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الروسية تلقت معلومات من الجانب التركي بأن أوكرانيا أعطت مثل هذه التأكيدات.

وقال الرئيس الروسي إنه بعد تلقي الضمانات الأوكرانية أوعز من أجل استئناف مشاركة روسيا في الاتفاق.

وشدد بوتن على أن روسيا تحتفظ بالحق في الانسحاب من هذه الاتفاقيات إذا انتهكت أوكرانيا تلك الضمانات.

وعلى الصعيد ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية فيكور كوناشينكو إن موسكو حصلت على ما اشترطت عليه.

وقال المحلل السياسي كيغورك ميرزايان إن الاتفاق في الأساس كان ثنائيا وقد قدمت روسيا بعض التنازلات لصالح إبرامه، مشيرا إلى أنه كان لا بد للطرف الثاني القيام بالمثل، أي التسهيلات المتفق عليها بخصوص الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة.

وأوضح ميرزايان أنه كان من المفترض في وزارة المالية الأميركية توضيح ذلك واستثناء الحبوب الروسية من قائمة العقوبات، إلا أنها لم تفعل وعليه بقيت الدول كافة متخوفة ومترددة في استقبال الصادرات الروسية ومن استلامها وتأمينها.

من جهته، قال المحلل السياسي المختص بشؤون الأمن الغذائي الاقتصادي، خادجيموت بيلخورويف، إن الاتفاق مهم جدا بالنسبة لكل الدول وتركيا بالتأكيد كغيرها معنية ومهتمة باستئناف الاتفاق لأنها تعي أنه بإمكانها لعب دور الوسيط وما يعني ذلك من ثقل دولي استراتيجي.

وأضاف "لكن أيضا الولايات المتحدة واحدة من الدول الأكثر استفادة من استئناف الاتفاق لأن ثلث الأراضي الزراعية بأوكرانيا إما ممنوحة أو مملوكة لشركات أميركية، وهي مهتمة بالتأكيد بعدم انقطاع الأرباح عنها".