ظهرت مجموعة فاغنر الروسية الغامضة للمرة الأولى للعلن رسمياً، أمس الجمعة، عند افتتاحها أول مقر لها وذلك في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.
وأعلن يفغيني بريغوجين، مؤسس هذه المجموعة شبه العسكرية، التي اتُهمت بالتورط بنزاعات عدة بدءًا من أوكرانيا إلى مالي مروراً بليبيا، افتتاح مكتبها في سان بطرسبرغ بمناسبة "يوم الوحدة الوطنية الروسية".
وقال بريغوجين في بيان: "مهمة مركز فاغنر توفير بيئة مريحة لتوليد أفكار جديدة بغية تحسين القدرة الدفاعية لروسيا".
وكان بريغوجين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد كشف مؤخراً، أنه أسس هذه المجموعة السرية للغاية قبل عدة أعوام، ونشر مقاتليها في أوكرانيا ودول في أميركا اللاتينية وإفريقيا.
ومكتبها الرسمي في سان بطرسبرغ هو عبارة عن مبنى ضخم مؤلف من طوابق عدة وله واجهات زجاجية، ووضعت عليه لافتة بيضاء كبيرة كُتب عليها كلمة "فاغنر".
وأمكن للصحافيين الذين شاركوا في افتتاح المبنى أن يشاهدوا أفرادا من مجموعة "فاغنر"، وذلك في حدث نادر حيث لطالما اتسمت هذه الميليشيا بالسرية. وكان الأعضاء يرتدون أزياء مموهة ويتجوّلون في ممرات للمبنى.
كما يضم مكتب "فاغنر" الرسمي قاعة عرضت فيها مجموعة من الطائرات المسيرة.
ويشتبه الغربيون في قيام مجموعة فاغنر لسنوات بتنفيذ الأعمال السرية للكرملين في مختلف ساحات العمليات، وهو ما نفته موسكو دائماً.
لكن بريغوجين، رجل الأعمال المقرب من الكرملين، اعترف في نهاية سبتمبر أنه أسس شركة فاغنر في عام 2014، واصفاً إياها بأنها "ركيزة" الدفاع عن المصالح الروسية.
ويعود وجود بريغوجين في أوكرانيا إلى 2014 عندما تم الإبلاغ عن أن رجاله رُصدوا إلى جانب انفصاليين موالين لروسيا في شرق البلاد.
ولم يكن مرتزقة فاغنر حاضرين بقوة في بداية العملية العسكرية الروسية الأخيرة في أوكرانيا في فبراير 2022، لكنهم أصبحوا الآن وفقاً للخبراء مساعدين أساسيين للجيش الروسي.
ومرتزقة فاغنر الذين تم توثيق وجودهم قبل ثماني سنوات في سوريا لدعم نظام الأسد وفي ليبيا، ينتشرون أيضاً حالياً في جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي حيث يُتّهمون بانتظام بارتكاب تجاوزات بحق المدنيين.