بعد تجدد التظاهر في محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي إيران، بعد صلاة الجمعة اندلعت مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في مدينة إيرانشهر.أما في زاهدان عاصمة المحافظة، فعمد الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي، بحسب ما أفادت شبكة "إيران إنترناشيونال".هتافات ضد خامنئيكما شهدت مدن أخرى في سيستان وبلوشستان احتجاجات، وخروج مئات المتظاهرين إلى الشوارع، مرددين هتافات مناوئة للنظام بما في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي.وفي مدينة خاش، عمد عدد من المحتجين إلى إسقاط لافتة تحمل اسم قاسم سليماني في أحد شوارع المدينة، وداسوا عليها بأقدامهم، مرددين هتافات ضد سليماني والحرس الثوري. مقتل 100 على الأقلوكانت منظمة العفو الدولية أكد في تقرير أمس الخميس أنها وثقت مقتل 100شخص على الأقل، بينهم 16 طفلا، على يد قوات الأمن الإيرانية في سيستان وبلوشستان منذ 30 سبتمبر الماضي.يذكر أن زاهدان، مركز المحافظة، كانت شهدت أحداثاً دامية في 30 سبتمبر الفائت، راح ضحيتها العشرات، بعدما أطلق الأمن النار على متجمعين قرب مسجد في المدينة. وأفاد مسؤولون في حينه أن الأحداث سببها هجوم مسلحين على مراكز لقوات الأمن، بحسب فرانس برس.توترات أسبوعيةفيما أكدت شخصيات محلية أن التوتر جاء بعد أنباء عن تعرض فتاة لـ"الاغتصاب" من قبل مسؤول في الشرطة، ما دفع مجلس الأمن في المحافظة أواخر أكتوبر الماضي إلى الإقرار بمسؤولية رجال الأمن، وأقال مسؤولين في الشرطة، بينهم قائدها في زاهدان.ومنذ ذلك الحين، غالباً ما تشهد المحافظة مسيرات احتجاجية وتوترات أسبوعية في أعقاب صلاة الجمعة.وتتزامن تلك المسيرات مع استمرار التظاهرات في البلاد التي تفجرت منذ منتصف سبتمبر، إثر مقتل الشابة مهسا أميني، بعد اعتقالها من قبل الشرطة الدينية.فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل المئات منهم. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا" أن 314 متظاهراً قتلوا في الاضطرابات، بينهم 47 قاصراً.كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.