بعد نحو 9 أشهر على الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا، تسارع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، لتزويد كييف بالمساعدات العسكرية التي تمس حاجتها إليها، وفي الوقت ذاته إعادة ملء ترسانتيهما، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة الأميركية إن غياب الاستعداد الضروري للغرب لمثل هذا النوع من الحروب البرية التقليدية، نتج عنه ما وصفته بـ"تدافع جنوني" لإمداد أوكرانيا بما تحتاجه من أسلحة مع تجديد مخزونات الناتو أيضاً.
وبالنظر إلى إفراط كلا المعسكرين في سحب الأسلحة والذخيرة بوتيرة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، أصبحت المنافسة للحفاظ على مخزونات الترسانات جبهة مهمة ربما تكون حاسمة لجهود أوكرانيا.
وأشارت إلى أنه عندما انهار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات، اقتنصت الدول الأوروبية "مكاسب السلام"، وقلّصت بشكل كبير موازناتها الدفاعية، وحجم جيوشها وترساناتها.
ومع صعود تنظيم "القاعدة" بعد ما يقرب من عقد، أصبح الإرهاب هدفاً، يتطلب استثمارات عسكرية مختلفة وقوات أخف وأكثر قدرة على التدخل السريع. حتى مشاركة الناتو الطويلة في أفغانستان تحمل القليل من أوجه التشابه مع حرب برية في أوروبا، تعتمد أكثر على المدفعية والدبابات، التي اعتقدت جميع وزارات الدفاع تقريباً أنها لن تتكرر أبداً.
في أوكرانيا، هذا النوع من الحرب الأوروبية الذي لم يكن متصوراً يستهلك المخزونات المتواضعة من المدفعية، والذخيرة والدفاعات الجوية لما يسميه البعض في الناتو "جيوش بونساي" الأوروبية، نسبة إلى الأشجار اليابانية التي تعرف باسم "بونساي".
وحتى الولايات المتحدة لديها مخزون محدود فقط من الأسلحة التي يريدها ويحتاج إليها الأوكرانيون، واعتبرت الصحيفة أن "واشنطن ليست مستعدة لتحويل الأسلحة الرئيسية من مناطق حساسة مثل تايوان وكوريا، حيث تختبر الصين وكوريا الشمالية الحدود باستمرار".
كميات أسلحة هائلة
ويقول مسؤولون في "الناتو" إن كمية قطع المدفعية المستخدمة هائلة. ففي أفغانستان، ربما أطلقت قوات الناتو حتى 300 قذيفة مدفعية يومياً، ولم تكن لديها مخاوف حقيقية بشأن الدفاعات الجوي، لكن أوكرانيا يمكن أن تطلق آلاف القذائف يومياً، وتظل بحاجة ملحة لأنظمة الدفاع الجوي ضد الصواريخ الروسية والطائرات دون طيار "إيرانية الصنع".
في هذا السياق، قال كاميل جراند، وهو خبير شؤون دفاعية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، كان حتى وقت قريب مساعد الأمين العام لحلف الناتو للاستثمارات الدفاعية: "اليوم (من استهلاك الأسلحة) في أوكرانيا يعادل شهراً أو أكثر في أفغانستان".
وقال مسؤول كبير في "الناتو" إن الأوكرانيين أطلقوا في الصيف الماضي في منطقة دونباس ما بين 6 آلاف و7 آلاف قذيفة مدفعية يومياً، بينما كان الروس يطلقون 40 ألفاً إلى 50 ألف قذيفة في اليوم.
وعلى سبيل المقارنة، أوضحت "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة تنتج 15 ألف قذيفة فقط كل شهر.
لذلك، يسعى الغرب إلى العثور على معدات وذخيرة شحيحة على نحو متزايد من الحقبة السوفيتية، يمكن لأوكرانيا استخدامها الآن، بما في ذلك صواريخ الدفاع الجوي "إس-300"، ودبابات "تي-72"، وبالأخص قذائف المدفعية من العيار السوفيتي.
كما يحاول الغرب أيضاً إيجاد أنظمة بديلة، حتى لو كانت أقدم، لتكون بديلاً للمخزونات المتناقصة من صواريخ الدفاع الجوي باهظة الثمن، وصواريخ "جافلين" (Javelin) المضادة للدبابات. ويرسل إشارات قوية إلى شركات الصناعات الدفاعية الغربية بأن العقود طويلة الأجل باتت وشيكة، وأنه ينبغي استخدام المزيد من نوبات العمل، وتجديد خطوط المصانع القديمة. ويحاول شراء ذخيرة من دول مثل كوريا الجنوبية "لإعادة ملء" المخزونات التي ترسل إلى أوكرانيا.
ووفقاً للصحيفة، ثمة مناقشات بشأن استثمار الناتو في المصانع القديمة في جمهورية التشيك وسلوفاكيا وبلغاريا لإعادة تصنيع قذائف من العيارين السوفيتيين عيار 152 ملم، و122 ملم لمستودع أسلحة المدفعية الأوكراني الذي لا يزال إلى حد كبير من الحقبة السوفيتية.
"عقبات" في كلا المعسكرين
ولفتت الصحيفة إلى أن العقبات التي تواجه الدول الغربية لتوفير الأسلحة لأوكرانيا "لا تحصى" بقدر الحلول التي يجري اتباعها.
وأوضحت أنّ دول "الناتو" زودت أوكرانيا ببعض المدفعية الغربية المتقدمة، التي تستخدم قذائف الناتو القياسية عيار 155 ملم، لكن أنظمة الحلف نادراً ما تكون معدة لاستخدام القذائف التي تنتجها دول الناتو الأخرى، التي غالباً ما تصنع القذائف بشكل مختلف.
علاوة على ذلك، هناك مشكلة الضوابط القانونية على الصادرات، التي تحكم ما إذا كان الأسلحة والذخيرة المبيعة إلى دولة يمكن إرسالها إلى دولة أخرى في حالة حرب. وهذا هو السبب الذي دفع السويسريين، بدافع التزام الحياد، إلى رفض السماح لألمانيا بأن تصدر إلى أوكرانيا ذخيرة مضادة للطائرات تحتاج إليها من صنع سويسرا وبيعت إلى ألمانيا، وإيطاليا لديها قيود مماثلة على صادرات الأسلحة.
وعلى نحو مماثل يواجه الروس أيضاً مشكلات تتعلق بإعادة الإمداد، إذ إنهم يستخدمون في الوقت الراهن عدداً أقل من قذائف المدفعية، لكن لديهم الكثير منها، حتى لو كان بعضها قديماً وأقل كفاءة.
وفي مواجهة تدافع مماثل، تحاول موسكو أيضاً زيادة الإنتاج العسكري، وتفيد تقارير بأنها تسعى لشراء صواريخ من كوريا الشمالية، والمزيد من الطائرات دون طيار الرخيصة من إيران.
بالنظر إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 والحرب في منطقة دونباس، تبدو أهداف الإنفاق العسكري الجديدة لحلف الناتو، التي تبلغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024، مع 20% من تلك النسبة على المعدات بدلاً من الرواتب والمعاشات التقاعدية متواضعة، ولكن هذه الأمور يجري تجاهلها إلى حد كبير من قبل دول أعضاء رئيسية، بحسب الصحيفة.
نفاد المخزونات
وفي فبراير الماضي، عندما بدأت الحرب في أوكرانيا، كانت مخزونات العديد من الدول نحو نصف ما كان من المفترض أن تكون، ولم يكن هناك تقدم كبير في صنع أسلحة يمكن استخدامها بشكل متبادل من قبل دول الناتو، كما قال مسؤول في الناتو.
تجر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق على 3.1 مليار يورو (3.2 مليار دولار) لتعويض الدول الأعضاء مقابل ما تقدمه لأوكرانيا، في إطار نظام "مرفق السلام الأوروبي"، الذي استنفد بما يصل إلى 90%. وبشكل إجمالي، قدمت دول الناتو حتى الآن أسلحة بقيمة 40 مليار دولار إلى أوكرانيا، وهو ما يقرب من حجم موازنة الدفاع السنوية لفرنسا.
وقال مسؤول آخر في "الناتو" إن الدول الصغيرة استنفدت قدراتها، مع 20 من الدول الأعضاء الثلاثين "نفدت مخزوناتها بشكل كبير"، مشيراً إلى أن الدول العشر المتبقية ما زالت قادرة على تقديم المزيد، خاصة الحلفاء الأكبر، وسيشمل ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا.
في غضون ذلك، يريد الأوكرانيون 4 أنظمة على الأقل لم يوفرها الغرب ومن غير المرجح أن يفعل، وهي صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى تعرف باسم "أتاكمز" (ATACMS) التي يمكن أن تضرب روسيا وشبه جزيرة القرم، وطائرات حربية غربية، ودبابات غربية، على ما أفاد مارك كانسيان، وهو خبير استراتيجي سابق في البيت الأبيض متخصص في الأسلحة يعمل الآن مستشاراً كبيراً في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" بواشنطن.
في المقابل، يصر مسؤولون أميركيون على أن الجيش الأميركي لا يزال لديه ما يكفي من العتاد لمواصلة إمداد أوكرانيا والدفاع عن المصالح الأميركية في أماكن أخرى.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) سابرينا سينج، بعد الإعلان عن إرسال المزيد من صواريخ "ستينجر" لأوكرانيا: "نحن ملتزمون بتزويد أوكرانيا بما تحتاجه في ساحة المعركة".
مع ذلك، تبحث واشنطن أيضاً عن بدائل أقدم وأرخص مثل إعطاء أوكرانيا صواريخ "تاو" (TOW) المضادة للدبابات، التي تتوفر بكثرة، بدلاً من صواريخ "جافلين"، وصواريخ "هوك" (Hawk) أرض- جو بدلاً من الطرازات الأحدث، كما يضغط مسؤولون بشكل متزايد على أوكرانيا لتكون "أكثر كفاءة"، ولا تطلق على سبيل المثال، صاروخاً تكلفته 150 ألف دولار على مسيرة تبلغ تكلفتها 20 ألف دولار.
{{ article.visit_count }}
وقالت الصحيفة الأميركية إن غياب الاستعداد الضروري للغرب لمثل هذا النوع من الحروب البرية التقليدية، نتج عنه ما وصفته بـ"تدافع جنوني" لإمداد أوكرانيا بما تحتاجه من أسلحة مع تجديد مخزونات الناتو أيضاً.
وبالنظر إلى إفراط كلا المعسكرين في سحب الأسلحة والذخيرة بوتيرة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، أصبحت المنافسة للحفاظ على مخزونات الترسانات جبهة مهمة ربما تكون حاسمة لجهود أوكرانيا.
وأشارت إلى أنه عندما انهار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات، اقتنصت الدول الأوروبية "مكاسب السلام"، وقلّصت بشكل كبير موازناتها الدفاعية، وحجم جيوشها وترساناتها.
ومع صعود تنظيم "القاعدة" بعد ما يقرب من عقد، أصبح الإرهاب هدفاً، يتطلب استثمارات عسكرية مختلفة وقوات أخف وأكثر قدرة على التدخل السريع. حتى مشاركة الناتو الطويلة في أفغانستان تحمل القليل من أوجه التشابه مع حرب برية في أوروبا، تعتمد أكثر على المدفعية والدبابات، التي اعتقدت جميع وزارات الدفاع تقريباً أنها لن تتكرر أبداً.
في أوكرانيا، هذا النوع من الحرب الأوروبية الذي لم يكن متصوراً يستهلك المخزونات المتواضعة من المدفعية، والذخيرة والدفاعات الجوية لما يسميه البعض في الناتو "جيوش بونساي" الأوروبية، نسبة إلى الأشجار اليابانية التي تعرف باسم "بونساي".
وحتى الولايات المتحدة لديها مخزون محدود فقط من الأسلحة التي يريدها ويحتاج إليها الأوكرانيون، واعتبرت الصحيفة أن "واشنطن ليست مستعدة لتحويل الأسلحة الرئيسية من مناطق حساسة مثل تايوان وكوريا، حيث تختبر الصين وكوريا الشمالية الحدود باستمرار".
كميات أسلحة هائلة
ويقول مسؤولون في "الناتو" إن كمية قطع المدفعية المستخدمة هائلة. ففي أفغانستان، ربما أطلقت قوات الناتو حتى 300 قذيفة مدفعية يومياً، ولم تكن لديها مخاوف حقيقية بشأن الدفاعات الجوي، لكن أوكرانيا يمكن أن تطلق آلاف القذائف يومياً، وتظل بحاجة ملحة لأنظمة الدفاع الجوي ضد الصواريخ الروسية والطائرات دون طيار "إيرانية الصنع".
في هذا السياق، قال كاميل جراند، وهو خبير شؤون دفاعية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، كان حتى وقت قريب مساعد الأمين العام لحلف الناتو للاستثمارات الدفاعية: "اليوم (من استهلاك الأسلحة) في أوكرانيا يعادل شهراً أو أكثر في أفغانستان".
وقال مسؤول كبير في "الناتو" إن الأوكرانيين أطلقوا في الصيف الماضي في منطقة دونباس ما بين 6 آلاف و7 آلاف قذيفة مدفعية يومياً، بينما كان الروس يطلقون 40 ألفاً إلى 50 ألف قذيفة في اليوم.
وعلى سبيل المقارنة، أوضحت "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة تنتج 15 ألف قذيفة فقط كل شهر.
لذلك، يسعى الغرب إلى العثور على معدات وذخيرة شحيحة على نحو متزايد من الحقبة السوفيتية، يمكن لأوكرانيا استخدامها الآن، بما في ذلك صواريخ الدفاع الجوي "إس-300"، ودبابات "تي-72"، وبالأخص قذائف المدفعية من العيار السوفيتي.
كما يحاول الغرب أيضاً إيجاد أنظمة بديلة، حتى لو كانت أقدم، لتكون بديلاً للمخزونات المتناقصة من صواريخ الدفاع الجوي باهظة الثمن، وصواريخ "جافلين" (Javelin) المضادة للدبابات. ويرسل إشارات قوية إلى شركات الصناعات الدفاعية الغربية بأن العقود طويلة الأجل باتت وشيكة، وأنه ينبغي استخدام المزيد من نوبات العمل، وتجديد خطوط المصانع القديمة. ويحاول شراء ذخيرة من دول مثل كوريا الجنوبية "لإعادة ملء" المخزونات التي ترسل إلى أوكرانيا.
ووفقاً للصحيفة، ثمة مناقشات بشأن استثمار الناتو في المصانع القديمة في جمهورية التشيك وسلوفاكيا وبلغاريا لإعادة تصنيع قذائف من العيارين السوفيتيين عيار 152 ملم، و122 ملم لمستودع أسلحة المدفعية الأوكراني الذي لا يزال إلى حد كبير من الحقبة السوفيتية.
"عقبات" في كلا المعسكرين
ولفتت الصحيفة إلى أن العقبات التي تواجه الدول الغربية لتوفير الأسلحة لأوكرانيا "لا تحصى" بقدر الحلول التي يجري اتباعها.
وأوضحت أنّ دول "الناتو" زودت أوكرانيا ببعض المدفعية الغربية المتقدمة، التي تستخدم قذائف الناتو القياسية عيار 155 ملم، لكن أنظمة الحلف نادراً ما تكون معدة لاستخدام القذائف التي تنتجها دول الناتو الأخرى، التي غالباً ما تصنع القذائف بشكل مختلف.
علاوة على ذلك، هناك مشكلة الضوابط القانونية على الصادرات، التي تحكم ما إذا كان الأسلحة والذخيرة المبيعة إلى دولة يمكن إرسالها إلى دولة أخرى في حالة حرب. وهذا هو السبب الذي دفع السويسريين، بدافع التزام الحياد، إلى رفض السماح لألمانيا بأن تصدر إلى أوكرانيا ذخيرة مضادة للطائرات تحتاج إليها من صنع سويسرا وبيعت إلى ألمانيا، وإيطاليا لديها قيود مماثلة على صادرات الأسلحة.
وعلى نحو مماثل يواجه الروس أيضاً مشكلات تتعلق بإعادة الإمداد، إذ إنهم يستخدمون في الوقت الراهن عدداً أقل من قذائف المدفعية، لكن لديهم الكثير منها، حتى لو كان بعضها قديماً وأقل كفاءة.
وفي مواجهة تدافع مماثل، تحاول موسكو أيضاً زيادة الإنتاج العسكري، وتفيد تقارير بأنها تسعى لشراء صواريخ من كوريا الشمالية، والمزيد من الطائرات دون طيار الرخيصة من إيران.
بالنظر إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 والحرب في منطقة دونباس، تبدو أهداف الإنفاق العسكري الجديدة لحلف الناتو، التي تبلغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024، مع 20% من تلك النسبة على المعدات بدلاً من الرواتب والمعاشات التقاعدية متواضعة، ولكن هذه الأمور يجري تجاهلها إلى حد كبير من قبل دول أعضاء رئيسية، بحسب الصحيفة.
نفاد المخزونات
وفي فبراير الماضي، عندما بدأت الحرب في أوكرانيا، كانت مخزونات العديد من الدول نحو نصف ما كان من المفترض أن تكون، ولم يكن هناك تقدم كبير في صنع أسلحة يمكن استخدامها بشكل متبادل من قبل دول الناتو، كما قال مسؤول في الناتو.
تجر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق على 3.1 مليار يورو (3.2 مليار دولار) لتعويض الدول الأعضاء مقابل ما تقدمه لأوكرانيا، في إطار نظام "مرفق السلام الأوروبي"، الذي استنفد بما يصل إلى 90%. وبشكل إجمالي، قدمت دول الناتو حتى الآن أسلحة بقيمة 40 مليار دولار إلى أوكرانيا، وهو ما يقرب من حجم موازنة الدفاع السنوية لفرنسا.
وقال مسؤول آخر في "الناتو" إن الدول الصغيرة استنفدت قدراتها، مع 20 من الدول الأعضاء الثلاثين "نفدت مخزوناتها بشكل كبير"، مشيراً إلى أن الدول العشر المتبقية ما زالت قادرة على تقديم المزيد، خاصة الحلفاء الأكبر، وسيشمل ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا.
في غضون ذلك، يريد الأوكرانيون 4 أنظمة على الأقل لم يوفرها الغرب ومن غير المرجح أن يفعل، وهي صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى تعرف باسم "أتاكمز" (ATACMS) التي يمكن أن تضرب روسيا وشبه جزيرة القرم، وطائرات حربية غربية، ودبابات غربية، على ما أفاد مارك كانسيان، وهو خبير استراتيجي سابق في البيت الأبيض متخصص في الأسلحة يعمل الآن مستشاراً كبيراً في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" بواشنطن.
في المقابل، يصر مسؤولون أميركيون على أن الجيش الأميركي لا يزال لديه ما يكفي من العتاد لمواصلة إمداد أوكرانيا والدفاع عن المصالح الأميركية في أماكن أخرى.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) سابرينا سينج، بعد الإعلان عن إرسال المزيد من صواريخ "ستينجر" لأوكرانيا: "نحن ملتزمون بتزويد أوكرانيا بما تحتاجه في ساحة المعركة".
مع ذلك، تبحث واشنطن أيضاً عن بدائل أقدم وأرخص مثل إعطاء أوكرانيا صواريخ "تاو" (TOW) المضادة للدبابات، التي تتوفر بكثرة، بدلاً من صواريخ "جافلين"، وصواريخ "هوك" (Hawk) أرض- جو بدلاً من الطرازات الأحدث، كما يضغط مسؤولون بشكل متزايد على أوكرانيا لتكون "أكثر كفاءة"، ولا تطلق على سبيل المثال، صاروخاً تكلفته 150 ألف دولار على مسيرة تبلغ تكلفتها 20 ألف دولار.