قال مسؤولون أميركيون مطلعون لصحيفة "واشنطن بوست"، إن إدارة الرئيس جو بايدن تخطط لإرسال معدات إلكترونية متطورة إلى أوكرانيا من شأنها تحويل الذخائر الجوية غير الموجهة، إلى "قنابل ذكية" قادرة على استهداف المواقع العسكرية الروسية بدقة بالغة.

وتشتمل القنابل الذكية على "أجهزة تحديد المواقع العالمية" لأغراض الدقة، إذ يمكن تثبيتها على عدد من الأسلحة لتدخل ضمن منظومة الأسلحة التي تطلق عليها وزارة الدفاع الأميركية "ذخيرة الهجوم المباشر المشترك".

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأميركي استخدم هذه التكنولوجيا في قنابل "يصل وزنها إلى ألفي باوند"، وعادة ما يتم وضعها في الطائرات والمقاتلات القاذفة.

ولم تذكر المصادر، ما إذا كانت القوات الأوكرانية ستضع القنابل الذكية في "طائرات أو أسلحة أرضية"، كما لم تشر إلى أنظمة محددة في ترسانة الأسلحة الأوكرانية سيتم ترشيحها لمثل هذا التعزيز.

كما أن الصحيفة لم توضح ما إذا كان بايدن أو كبار مستشاريه للأمن القومي، وافقوا على إرسال "ذخيرة الهجوم المباشر المشترك" إلى أوكرانيا.

لكن تسليم ذخيرة الهجوم المباشر المشترك سيمثل "خطوة مهمة" أخرى من قبل واشنطن لمساعدة أوكرانيا على مقاتلة القوات الروسية، عبر إمداد كييف بوسائل جديدة لاستهداف الوحدات الروسية.

الباتريوت و"هيمارس"

سلاح الجو الأوكراني يعتمد بالأساس على مقاتلات "ميج" القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية. وسعت وزارة الدفاع الأميركية إلى تحديث هذه الطائرات بدلاً من تقديم طائرات غربية أحدث، ما سيتطلب تلقي الطيارين الأوكرانيين ووحدات الصيانة، تدريبات جديدة معقدة.

وسبق أن أمدت إدارة بايدن أوكرانيا بأسلحة متطورة أخرى، شملت صواريخ "هيمارس" فائقة السرعة ومضادة للإشعاعات يتم إطلاقها من الجو، وذلك من أجل تحسين قدرة أوكرانيا على تنفيذ غارات ضد الأهداف العسكرية الروسية.

ولكن القنابل الذكية تعمل بشكل مختلف مقارنة بذخيرة الهجوم المباشر المشترك الموجهة باستخدام النظام العالمي لتحديد المواقع، حيث تتبع الإشعاعات المنبعثة من الوحدات والمقار العسكرية الروسية.

ومنذ يونيو الماضي، اعتمدت أوكرانيا بقوة على منظومة "هيمارس"، لإلحاق خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية، إضافة إلى تعطيل خطوط إمدادها، وفقاً لما قاله مسؤولون أميركيون وأوكرانيون لـ "واشنطن بوست".

ورد الكرملين بغضب على تدفق المساعدات العسكرية الغربية إلى كييف عبر "تهديدات مبطنة" باستخدام أسلحته النووية في أوكرانيا، كما حذر من احتمالية نشوب "حرب أوسع نطاقاً" ضد حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ولهذا السبب، سعت إدارة بايدن إلى التحرك بحيطة في الموافقة على نقل قدرات جديدة إلى أوكرانيا، ما يمكن أن تنظر إليه روسيا على أنه "تصعيد".

وقبل أيام، قال مسؤولون أميركيون إن وزارة الدفاع الأميركية تستعد لتزويد أوكرانيا بمنظومة صواريخ "باتريوت"، وهو سلاح الدفاع الجوي الأكثر تطوراً لدى الجيش الاميركي.

وأضاف المسؤولون في تصريحات لـ "واشنطن بوست": أن بايدن "لم يوافق بعد على هذه الخطوة، ولكنه قد يفعل ذلك في وقت قريب".

القادة الأوكرانيون طالبوا بهذه المساعدة من أجل تعزيز دفاعاتهم الجوية، بعد أن تعرضت شبكة الكهرباء الأوكرانية لهجوم من قبل روسيا، ما أدى إلى حرمان قطاع كبير من الأوكرانيين من الطاقة مع بدء فصل الشتاء.

ووفقاً لـ "واشنطن بوست"، فإن الحصول على صواريخ "باتريوت" الأميركية، التي تعتمد على أجهزة الردار والصواريخ طويلة المدى، سيلبي "أهم طلب أوكراني من واشنطن، وأكثرها إلحاحاً على الإطلاق"، من أجل اعتراض التهديدات القادمة من روسيا.

وحتى الآن، دفعت الولايات المتحدة حوالي 20 مليار دولار في شكل مساعدات أمنية إلى أوكرانيا منذ اندلاع الغزو في 24 فبراير الماضي.

وقال جيك سوليفان، مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، الاثنين، إن إدارة الرئيس بايدن تولي تركيزها على "دحر أي جهد روسي" لتحقيق أي مكاسب في الحرب، وتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن "شحنات أسلحة جديدة في وقت قريب".