العربية
أمضى سكان عدد من مناطق الولايات المتحدة، ليلة عيد الميلاد، أمس السبت، في أجواء من البرد الشديد بسبب عاصفة شتوية أودت بحياة 17 شخصا وأدت إلى اضطراب حركة النقل من إلغاء آلاف الرحلات الجوية إلى قطع طرق.
وتتوقع خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية أن تستمر العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل أن تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية الطبيعية "بحلول منتصف الأسبوع المقبل".
كان حوالي 530 ألف منزل بدون كهرباء مقابل 1.5 مليون في الوقت نفسه من الجمعة، خصوصا في ولايتي كارولاينا الشمالية ومين حيث تدنت درجات الحرارة إلى دون الصفر.
48 درجة تحت الصفر
وحذرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية من خطر الموت بسبب البرد، ودعت سكان المناطق المتضررة إلى البقاء في منازلهم. وقال المصدر نفسه إن درجة الحرارة انخفضت إلى 48 درجة مئوية دون الصفر.
من جهة أخرى، أكدت السلطات أن 17 شخصا على الأقل في ثماني ولايات لقوا مصرعهم بسبب الأحوال الجوية.
وتضرب عاصفة تعد الأعنف منذ عقود، البلاد، منذ مساء الأربعاء. وقد رافقتها رياح قطبية تسببت في تساقط ثلوج كثيفة لا سيما في منطقة البحيرات العظمى.
إلغاء رحلات الطيران
وألغيت أكثر من 3300 رحلة وأرجئت أكثر من 7500 أخرى، السبت. وفي اليوم السابق ألغيت نحو ستة آلاف رحلة، حسب الموقع الإلكتروني لمراقبة حركة الطيران "فلايت-أوير.كوم".
وقال وزير النقل الأميركي، بيت بوتجيج، السبت، إن "الحد الأقصى من الاضطراب أصبح وراءنا وشركات الطيران والمطارات تستأنف عملياتها تدريجيا"، مما بعث الأمل لدى المسافرين العالقين في مطارات مثل أتلانتا وشيكاغو ودنفر وديترويت ونيويورك.
وفي عدد كبير من المدن الأميركية مثل دنفر أو شيكاغو، فُتحت ملاجئ لاستقبال الأشخاص المحتاجين للحصول على تدفئة وحمايتهم من خطر انخفاض حرارة الجسم.
وبسبب تدني درجات الحرارة، أصبح الضغط على شبكة الطاقة كبيرا جدا.
خفض الاستهلاك
ودعت "بنسلفانيا-نيوجيرزي-ميريلاند انتركونيكشن" شركة توزيع الكهرباء في عشر ولايات في شمال شرق الولايات المتحدة، السكان إلى خفض استهلاكهم طوال يوم السبت من أجل تجنب انقطاعات في التيار.
واضطرت بعض المدن ولا سيما في ولاية كارولينا الشمالية، إلى قطع الكهرباء مؤقتا بسبب ارتفاع الطلب مما حرم عددا من المنازل من التدفئة.
وقالت خدمة الأرصاد الجوية إنها "تتوقع أن تستمر العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل أن تعود درجات الحرارة إلى المعدلات الموسمية بحلول منتصف الأسبوع المقبل".
وأضافت أنه حتى ذلك الحين "إذا كان السفر أو الخروج في الهواء الطلق ضروريا، فيجب الاستعداد للبرد الشديد بارتداء عدة طبقات من الملابس وتغطية أكبر قدر ممكن من الجلد"، موضحة أنه "في بعض الأماكن، قد يتسبب التواجد بالخارج في قضمة صقيع خلال دقائق".
وتأثرت بالعاصفة كندا أيضا حيث أصدرت السلطات تحذيرات شديدة من الأحوال الجوية السيئة وقطعت الكهرباء عن مئات الآلاف من الأشخاص في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك وألغي عدد كبير من الرحلات الجوية في مطارات في فانكوفر وتورونتو ومونتريال.
وقالت خدمة النقل بالسكك الحديدية الكندية "فيا ريل" إنه سيتم تعليق كل رحلات القطارات من تورونتو إلى أوتاوا ومونتريال في يوم عيد الميلاد بعد خروج قطار عن مساره بينما أدت "الظروف الجوية القاسية" إلى إلغاء عدد كبير من الرحلات الأخرى.
وفي تورونتو، تحدث عالم الأرصاد الجوية، كيلسي ماك أوين، عن أمواج يصل ارتفاعها إلى ثمانية أمتار على بحيرة آيري. وأشارت إدارة الأرصاد الجوية الأميركية إلى رياح سرعتها 120 كلم في الساعة في فيربورت هاربور بولاية أوهايو على البحيرة نفسها.