أجبرت السلطات الإيرانية طائرة تقل أسرة نجم كرة القدم ومهاجم المنتخب السابق، علي دائي، على العودة ومنعهم من السفر، وذلك على خلفية دعمه للاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام.
وكان "دائي" من بين أوائل الرياضيين البارزين الذين أعلنوا دعم الاحتجاج ورفض خروجه من إيران وأكد أنه لن يخرج من بلاده في ظل الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الشعب وسط قمع الأمن للمحتجين.
ودعم مهاجم المنتخب السابق مرارًا وتكرارًا الاحتجاجات الحالية التي بدأت ردًا على وفاة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول الماضي، مما أدى إلى مصادرة جواز سفره ومنعه من مغادرة إيران.
وفي الأسبوع الماضي، نشر علي دائي تدوينة على حسابه عبر إنستغرام حول "التهديدات التي لا حصر لها" ضده وعائلته خلال هذه الفترة.
وقبل ذلك، رفض الدعوة الرسمية من الفيفا والاتحاد القطري لكرة القدم لحضور المونديال مع عائلته بسبب الوضع الحالي في إيران وقمع الاحتجاجات وقال إنه يفضل "أن أكون معكم في وطني وأعبر عن تعاطفي مع كل ما أريد أن أعلن عن العائلات التي فقدت أحباءها هذه الأيام".
أحدث عقوبة
وفي أحدث عقوبة نالها هذا النجم الإيراني، قامت السلطات الأمنية بإجبار طائرة تابعة لشركة ماهان بإنزالها في مطار مدينة كيش المطلة على الخليج العربي جنوب إيران، لإنزال زوجة علي دائي وابنته من متن الطائرة التي أقلعت من مطار الخميني الدولي في طهران.
وقال علي دائي للصحفيين عقب هذه الخطوة من رجال الأمن: "لقد استقلت زوجتي وابنتها الطائرة بشكل قانوني تمامًا وقد خرجوا من قاعة تدقيق الجوازات دون وجود منع للسفر، لكنهم أعادوا الطائرة وأجبروها على الهبوط في كيش، وأخذوا ابنتي وزوجتي".
وتساءل علي دائي في حديثه لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا": "هل أرادوا القبض على إرهابي؟ أرى أشياء في حياتي يصعب عليّ تصديقها".
فيما تحدثت وسائل إعلام شبه رسمية عن اعتقال زوجة علي دائي مونا فرخ آذري وابنته، لكن نفى ذلك، وقال "ليس هناك شيء مؤكد"، مضيفاً "ملابسات القضية لا تزال غير واضحة".
وتساءل علي دائي مجدداً في حديثه الصحفي "إذا كانت هناك مشكلة، فلماذا لم يعتقلوا؟ إذا لم تكن هناك مشكلة فلماذا أعادوهم؟ يجب أن نسأل هذه الأسئلة. نحن لا نحصل على إجابة".
وذكر مهاجم المنتخب الإيراني السابق، أن زوجته وابنته كانتا مسافرين في رحلة لبضعة أيام وحتى أنهما كانا يحملان تذكرة عودة إلى طهران يوم الإثنين المقبل.
فيما زعمت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، أن زوجة علي دائي وابنته كانا يريدان السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عقب هذه الرحلة.
كما زعمت الوكالة نقلاً عن مصدر قضائي قوله إن "زوجة علي دائي ممنوعة من الخروج من إيران".
القضاء يصدر بياناً
وفي سياق متصل، بسبب شهرة "علي دائي" اضطر القضاء الإيراني للتدخل وأصدر بياناً جدد فيه مزاعم وكالة أنباء "تسنيم"، وقال إن "أسرة علي دائي تعاونت مع جماعات معادية للثورة والمشاغبين في الفترة الأخيرة، وهي ممنوعة من السفر بموجب تعهد خطي قدمته العائلة".
وأوضح البيان أنه "في أعقاب الإجراءات الأخيرة التي قامت بها أسرة علي دائي "صاحب معرض كبير للذهب والمجوهرات في طهران" بالتعاون مع الجماعات المناهضة للثورة والمشاغبين والمطالبة بالإضراب، تعهدت زوجة علي دائي بالاتصال بالجهات ذات الصلة والمؤسسات قبل مغادرة البلاد".
وأضاف "لكن هذه العائلة لم تبلغ الجهات بسفرها، ما دفعت السلطات المختصة والأمنية إلى إعادة الطائرة للعودة والهبوط في مدينة كيش الدولي ونزلت زوجة علي دعي وابنته من الطائرة".