في ظل انشغال العالم بتداعيات الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا، تتخوف أوروبا من اندلاع نزاع جديد بين صربيا وكوسوفو، وسط شكوك بدور لموسكو في تأجيج هذا الصراع، ما قد يؤدي إلى اندلاع الحرب مجدداً، بعد الحرب التي وقعت عامي 1998 و1999 وتدخل فيها حلف شمال الأطلسي (ناتو).

في أحدث المستجدات، أغلقت كوسوفو، أمس، المعبر الرئيسي على الحدود مع صربيا، بعد أن أغلق محتجون معبر «مرداري» بواسطة شاحنات وجرارات، وهو ثالث معبر حدودي يتم إغلاقه منذ 10 الجاري، ولا تزال هناك 3 نقاط عبور أخرى مفتوحة.

ويعرقل إغلاق المعبر عودة الآلاف من مواطني كوسوفو الذين يعملون في أوروبا إلى بلادهم. وقالت حكومة كوسوفو:«لا يمكننا الدخول في حوار مع عصابات إجرامية، تجب عودة حركة المرور إلى طبيعتها. لن نسمح بوجود حواجز على أي طريق». وأضافت: «قوات الشرطة قادرة على التدخل، لكنها تنتظر قوات حفظ السلام».

كما اتهم رئيس وزراء كوسوفو هلال سفيكلا بلغراد بالسعي - بدفع من روسيا - إلى زعزعة استقرار بلاده.

من جانبها، حثت قوات حفظ السلام الأطراف جميعها على بسط الأمن وضمان حرية الحركة في كوسوفو.

وفي تطور آخر، أغلقت السلطات في كوسوفو مطار «آدم يشاري» في العاصمة بريشتينا، إثر تلقيها بلاغاً بوجود قنبلة.

حالة التأهب

وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قد أمر الاثنين بوضع الجيش في حالة تأهب قصوى. وقبل ذلك، توجه رئيس الأركان الصربي ميلان مويسيلوفيتش إلى المنطقة الحدودية، واصفاً الوضع بالصعب والمعقد، في حين نشرت كوسوفو المزيد من وحدات الشرطة شمال البلاد، بعد يومين من سماع دوي انفجارات ودوي صفارات، قبيل انتخابات كانت مقررة 18 الجاري في 4 بلديات، قبل تأجيلها.

وفي أغسطس الماضي أصدرت السلطات في كوسوفو قراراً يمنع الصرب الذين يعيشون هناك من وضع لوحات ترخيص صربية على سياراتهم.

وأضرب رجال شرطة وقضاة ومدعون عامون احتجاجاً على هذا القرار، ما أحدث فراغاً أمنياً في البلاد.

ولاحقاً، قبضت السلطات الكوسوفية على شرطي يشتبه في ضلوعه في هجمات ضد ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب، الذين لجؤوا إلى قطع طرق.

حافة المواجهة

من جهتهم، طالب سفراء دول بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وفرنسا الرئيس الصربي بتفكيك حواجز أقامها موالون لبلاده شمال كوسوفو، فيما أعرب فوتشيتش عن أسفه لبيان الاتحاد الأوروبي، واتهم المجتمع الدولي بالتآمر مع ألبان كوسوفو، لطرد الصرب من كوسوفو.

والأسبوع الماضي، حذرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش من أن الوضع على حافة نزاع مسلح.

وفي لندن، حذرت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني أليسيا كيرنز من خطورة تصاعد التوتر بين صربيا وكوسوفو، وقالت: «التصعيد والاعتداءات المستمرة من صربيا على كوسوفو أمر خطير وغير مقبول».

وحثت كيرنز وزارة الخارجية البريطانية على نحو عاجل على بذل المزيد من التركيز والجهد على الأحداث الجارية في غرب البلقان، لا سيما كوسوفو والبوسنة والهرسك.

ويقول محللون إن التوتر الحاصل بين البلدين لا يتعلق بأزمتي تراخيص السيارات والانتخابات، فالنزاع الذي اندلع قبل عقدين يشكل قنبلة موقوتة، وهناك خلافات بين الجانبين لم تحل بعد.

أيضاً، الأزمة هي انعكاس لتوترات دولية، أبرزها حرب أوكرانيا، وهناك دول غربية تتهم روسيا بتأجيج الأوضاع، عبر دعم صربيا.

أسباب التوتر

- منع كوسوفو وضع لوحات ترخيص صربية على السيارات

- إضراب شرطة صرب وقضاة ومدعين ما أحدث فراغاً أمنياً

- اعتقال شرطي صربي يشتبه في مهاجمته ضباطاً من أصل ألباني

- إغلاق الصرب عدداً من الطرق في المنطقة الشمالية من كوسوفو

- إعلان الرئيس الصربي حالة التأهب ونشر الجيش على الحدود

أصل الأزمة

- نشأ النزاع مع انفصال كوسوفو عن صربيا عام 1999 واستقلالها عام 2008

- بلغراد لا تزال تعد كوسوفو جزءاً من أراضيها وتدعم أقلية صربية تعيش هناك

- الصرب %5 من سكان كوسوفو في حين أن %90 من السكان من أصل ألباني

- 50 ألف صربي شمالي كوسوفو لا يعترفون بالانفصال.. ولهم روابط وثيقة مع بلغراد

- تحظى كوسوفو باعتراف أكثر من 100 دولة.. معظمها غربي وليس بينها روسيا والصين

- تحافظ قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي تتألف من 3770 عسكرياً على السلام في كوسوفو

- أجرى البلدان عام 2013 حواراً برعاية أوروبية لحل المشكلات.. لكن لم يحرز أي تقدُّم