تخطط تايوان لجذب المستثمرين، لمساعدتها في إنشاء مزود خدمة لاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، في وقت تكثف جهودها لتحصين نفسها ضد "هجوم محتمل" من الصين، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الفكرة تحاكي الدور الذي لعبته خدمة الإنترنت المزودة عبر الأقمار الصناعية (ستارلينك) التي أطلقتها شركة "سبيس إكس"، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، في توفير خدمات الاتصالات بأوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي مستمر منذ فبراير 2022.

ونقلت الصحيفة عن 3 أشخاص مطلعين على الأمر، قولهم إن تايوان تجري محادثات أولية مع العديد من المستثمرين المحليين، والدوليين لجمع الأموال اللازمة للمشروع، الذي تتطلع وكالة الفضاء التايوانية "تاسا" (TASA) إلى إنتاجه من أحد فروعها القائمة للأقمار الصناعية.

وقال مسؤول رفيع في الوكالة: "سنقوم بتحويل مشروع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض إلى شركة".

وأشارت مصادر مطلعة على المحادثات إلى أن الحكومة التايوانية تريد الاحتفاظ بحصة أقلية كبيرة في المشروع.

ويأتي المشروع في إطار جهود تايوان الأوسع نطاقاً لبناء بنية تحتية للاتصالات يمكن أن تصمد أمام هجوم محتمل تشنه بكين، التي تطالب بالسيادة على أراضي الجزيرة، ووجهت تهديدات متزايدة بشأن استخدام القوة لوضع البلاد تحت سيطرتها.

"دروس من الغزو الروسي"

ونقلت الصحيفة عن وزيرة الشؤون الرقمية التايوانية أودري تانج قولها: "ندرس الغزو الروسي لأوكرانيا، وكيف اُستخدم (ستارلينك) بنجاح كبير".

وأضافت: "على رأس أولوياتنا... تسهيل الصمود المجتمعي، للتأكد على سبيل المثال من أن الصحافيين يمكنهم إرسال مقاطع فيديو إلى المشاهدين الدوليين حتى أثناء وقوع كارثة واسعة النطاق".

وأوضحت أن هذا النظام للاتصالات سيدعم أيضاً "الاتصال الهاتفي وعقد المؤتمرات عبر الفيديو، فكروا في خطابات (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي اليومية".

وأشارت تانج إلى أن الأمر سيستغرق "بضع سنوات" حتى تبدأ خدمة "TASA" المخطط لها في العمل.

وفي غضون ذلك، تختبر الوزارة أجهزة استقبال الأقمار الصناعية غير الثابتة بالنسبة إلى الأرض في 700 موقع في أنحاء تايوان، لتأمين عرض النطاق الترددي (سعة نقل البيانات)، في حالة وقوع حرب أو كوارث.

وساعدت محطات الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" التي تديرها شركة "سبيس إكس"، كييف في الحفاظ على الاتصالات مع قواتها على الرغم من الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية.

وتعيش تايوان تحت تهديد دائم من أن تغزوها الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها ولا بد من ضمها يوماً ما، وبالقوة إذا لزم الأمر.

وتدهورت العلاقات بين بكين وتايبيه إلى أدنى مستوياتها منذ تسلم الرئيس الصيني شي جين بينج السلطة قبل أكثر من عقد، وبشكل أكثر حدة في عام 2022.

وكثّفت الصين نشاطاتها العسكرية قرب تايوان، حيث أطلقت أكبر مناوراتها العسكرية منذ سنوات، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، في مطلع أغسطس.