عاد الهدوء تدريجياً في البرازيل، الاثنين، بعد اقتحامات شهدتها المقرات الحكومية الرئيسية ما دفع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الإعلان عن تدخل أمني اتحادي في العاصمة برازيليا حتى نهاية الشهر الحالي.
وتفقّد الرئيس البرازيلي القصر الرئاسي والمحكمة العليا فور عودته إلى برازيليا، بعد اقتحامهما مساء الأحد من جانب أنصار للرئيس السابق اليميني جايير بولسونارو، وفقًا لمشاهد بثّتها قناة "غلوبو"، فيما اتهمت المحكمة العليا البرازيلية حاكم برازيليا بارتكاب أخطاء سهلت اقتحام المقار الحكومية، وقررت تجميد مهامه لثلاثة أشهر.
وكان الرئيس اليساري الذي تسلّم منصبه قبل أسبوع فقط قال في خطاب ألقاه بولاية ساو باولو إن سلفه اليميني المتطرّف هو من "شجّع المخرّبين الفاشيّين" على اقتحام مقارّ السلطات في برازيليا.
دا سيلفا، وصف في خطاب أنصار الرئيس بولسونارو الذين اقتحموا مرافق السلطة الرئيسية للبلاد في برازيليا بأنهم فاشيون ومتعصبون وقال إنهم سيعاقبون بقوة القانون الكاملة وكذلك ممولوهم. وقال الرئيس البرازيلي إن عدة خطابات لبولسونارو شجّعت أنصاره على الاقتحامات، مشيرا إلى أن برازيليا شهدت قصورا أمنيا.
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو رفض، بدوره، الاتهامات التي وجهها له خليفته لولا دا سيلفا.
وقال بولسونارو في تعليقات على حسابه على تويتر إن المظاهرات السلمية جزء من الديمقراطية معتبرا أي اقتحام أو نهب للمباني العامة تجاوزا .
وقد أفادت وسائل إعلام برازيلية باستعادة قوات الأمن السيطرة، على مقرات الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا، بعد اقتحامها من قبل آلاف من مناصري الرئيس السابق جايير بولسونارو.
واقتحم مئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو الأحد مقرات السلطات الرئيسية في برازيليا، مبنى الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي، متسببين بالكثير من الأضرار، حسبما تُظهر صور تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويحتجّ هؤلاء المتظاهرون على عودة اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسًا للبرازيل الأسبوع الماضي بعدما تقدّم على بولسونارو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 تشرين الأول/أكتوبر.
وطوقت السلطات المنطقة المحيطة بمبنى البرلمان في برازيليا لكن مئات من مناصري بولسونارو الذين يرفضون قبول فوز لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية صعدوا إلى المبنى وتجمعوا على سقفه، حسبما رأى مصور وكالة فرانس برس.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لكن جهودها فشلت في تفريق المتظاهرين.
وقد غادر بولسونارو الذي هزمه لولا بفارق ضئيل في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 تشرين الأول/أكتوبر، البرازيل في نهاية السنة متوجها إلى ولاية فلوريدا التي يقيم فيها ترمب حاليا.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من تنصيب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل للمرة الثالثة، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونغرس في العاصمة برازيليا.
وأظهر تسجيل فيديو حصلت عليه رويترز من جماعات مرتبطة بالرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو ولقطات من محطات محلية أن أنصار بولسونارو اقتحموا حاجزا لقوات الأمن واجتاحوا مقرات وزارات ومبنى الكونغرس في برازيليا.
وذكرت "سي.إن.إن برازيل" أن المحتجين اقتحموا أيضا مرآبا للسيارات في قصر بلانالتو الرئاسي.
وأظهرت صور متداولة تحطيم أنصار بولسونارو لغرفة لولا دا سيلفا في القصر الرئاسي، وكذلك تحطيم مكاتب البرلمانيين كما وقف متظاهرون على مقاعد مجلس الشيوخ.
في السياق، طالب بعض من أنصار بولسونارو بتدخل عسكري لإلغاء نتائج الانتخابات وإقالة لولا دا سيلفا.
بدوره قال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو إن ما وصفها بالمحاولة العبثية لن تسود.
واعتُقِل 150 شخصًا على الأقلّ من أنصار بولسونارو. وأظهرت صور لقناة "سي إن إن البرازيل" مؤيّدين له يرتدون ملابس صفراء وخضراء، يخرجون صفًّا واحدًا وأيديهم خلف ظهورهم من قصر بلانالتو الرئاسي، ويُحيط بهم عناصر الشرطة. وتُظهر صور أخرى حافلة مليئة بمتظاهرين معتقلين تُغادر باتّجاه مركز للشرطة.
وبحلول الليل في العاصمة البرازيليّة، بدا أنّ القوات الأمنيّة تستعيد تدريجيا السيطرة على الوضع، وقد استخدمت خراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين.
وأخلت الشرطة البرازيليّة مقرّ الكونغرس الوطني الأحد، بعد ساعات عدّة على اقتحامه.
في سياق ردود الفعل الدولية، قال الرئيس الأميركي إن الوضع في برازيليا مشين. وكانت واشنطن دانت أي محاولة لتقويض الديمقراطية في البرازيل، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تدين أي محاولات لتقويض الديمقراطية في البرازيل.
باريس أصدرت من جهتها بيانا عبرت فيه عن إدانتها لممارسة العنف ضد مؤسسات الديموقراطية البرازيلية. وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه للرئيس المنتخب واحترام المؤسسات.
أما رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال فأعرب في تغريدة عن إدانته المطلقة لاقتحام مقار السلطات الرئيسية في البرازيل.