الحرةنددت منظمة هيومن رايتس ووتش بما وصفته بـ"تفشي انتهاكات الشرطة البنغالية" ضد اللاجئين الروهينغا، فيما حثت الأمم المتحدة العالم على وضع استجابة إقليمية لحمايتهم من الرحلات الخطرة عبر البحر.
وقالت "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير لها، إن "كتيبة الشرطة المسلحة" في بنغلاديش ترتكب عمليات ابتزاز واعتقالات تعسفية ومضايقة للاجئين الروهينغا الذين يواجهون أصلا أعمال عنف من العصابات الإجرامية والجماعات المسلحة".
وأشارت إلى أنه منذ أن تسلمت كتيبة الشرطة المسلحة مسؤولية الأمن في مخيمات الروهينغا في يوليو 2020، زادت الانتهاكات والنشاطات الإجرامية.
وكانت حملة قمع عسكرية عنيفة استهدفتهم في العام 2017 في ميانمار (بورما) قد دفعت مئات الآلاف من أبناء أقلية الروهينغا المسلمة إلى الفرار إلى بنغلادش المجاورة، وقد سردوا روايات مروّعة عمّا تعرّضوا له من قتل واغتصاب وإحراق.
وقالت شاينا باوشنر، باحثة شؤون آسيا في هيومن رايتس ووتش، إن "الانتهاكات التي ارتكبتها الشرطة في مخيمات كوكس بازار سببت معاناة للاجئين الروهينغا على أيدي القوات ذاتها التي يُفترض أن تحميهم".
ووثقت المنظمة أكثر من 16 حالة من الانتهاكات الجسيمة من قبل عناصر كتيبة الشرطة المسلحة.
وأشارت إلى "انتهاكات ضد عشرة لاجئين احتُجِزوا بناء على تهم ملفقة على ما يبدو للإتجار بـ"اليابا"، وهو نوع من أنواع مخدر الميثامفيتامين، أو بسبب جرائم تتعلق بالعنف".
وأضافت المنظمة أنها توثق منذ فترة طويلة الممارسة الشائعة لقوات الأمن البنغلادشية بتلفيق تهم متعلقة بالمخدرات أو الأسلحة للمشتبه فيهم.
ودعت باوشنر الحكومات المانحة للضغط على سلطات بنغلاديش للتحقيق في الانتهاكات المزعومة ضد الروهينغا الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في كوكس بازار، وضمان حصول الضحايا على سبل انتصاف فعالة، ووضع تدابير لحماية اللاجئين بشكل أفضل.
مخيم مكتظ باللاجئين الروهينغا في بنغلاديشيأتي هذا فيما حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن مزيدا من الروهينغا سيموتون في أعالي البحار في غياب استجابة إقليمية شاملة.
كان العام الماضي أحد أكثر الأعوام فتكاً للاجئين الروهينغا الذين يحاولون القيام برحلات خطرة عبر البحر هربا من بلدهم بورما (ميانمار) أو حتى من بنغلاديش اللاجئين فيها، بحثاً عن الأمان.
وفقاً للوكالة الأممية، حاول أكثر من 3500 من الروهينجا اليائسين عبور البحر عام 2022، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 360 في المائة عن العام السابق، مما أدى إلى وفاة أو فُقدان ما لا يقل عن 348 شخصاً.
ووصفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الأزمة الحالية في خليج البنغال وبحر أندامان بأنها "أزمة تضامن".
أحد أكثر الأعوام فتكاً للاجئين الروهينغا الذين يحاولون القيام برحلات خطرة عبر البحروخلال مؤتمر صحفي في جنيف، الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم المفوضية، شابيا مانتو: "إن الدعوات التي وجهتها المفوضية إلى السلطات البحرية في المنطقة لإنقاذ وإنزال الأشخاص المنكوبين قد ذهبت أدراج الرياح مع بقاء العديد من القوارب عالقة في البحر لأسابيع".
في الشهرين الأخيرين من عام 2022، نزلت أربعة قوارب تحمل أكثر من 450 من الروهينغا في آتشيه بإندونيسيا، كما نزل قارب يحمل أكثر من 100 شخص في سريلانكا، بحسب الأمم المتحدة.
وأعربت المفوضية عن قلقها من احتمال غرق قارب في أوائل ديسمبر الماضي، وعلى متنه ما يقرب من 180 شخصاً.
وقالت مانتو: "أبحرت معظم القوارب من ميانمار وبنغلاديش، مما يسلط الضوء على الشعور المتزايد باليأس بين الروهينغا في هذين البلدين. أفاد أولئك الذين نزلوا على البر في مناطق أخرى بأنهم قاموا بهذه الرحلات البحرية الخطرة في محاولة للعثور على الحماية والأمن ولم شمل أسرهم وإيجاد سبل العيش في بلدان أخرى. ومن بين هؤلاء ضحايا الاتجار، وأطفال غير مصحوبين ومنفصلون عن ذويهم، وناجون من العنف الجنسي والجنساني".
وأضافت أن "المنطقة والمجتمع الدولي بحاجة إلى دعم الجهود المبذولة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح في ميانمار. وإلى أن يتم حل هذه المشكلات، سيستمر اللاجئون في القيام برحلات محفوفة بالمخاطر بحثاً عن الأمان".