عقب إقامة صلاة الجمعة والمسيرة الاحتجاجية لأهالي مدينة زاهدان يوم 20 يناير (كانون الثاني)، والتي أقيمت رغم الضغوط والأجواء الأمنية، بدأت موجة اعتقالات في هذه المدينة.

بدأت الموجة الجديدة من الاعتقالات للمراهقين والشباب البلوش، منذ يوم أمس، وبحسب موقع "حال وش"، اعتقلت قوات الشرطة عددًا من الشبان البلوش في مناطق بعث، وشير آباد، وكريم آباد.

وأضاف هذا الموقع، الذي يغطي أخبار بلوشستان، في تقريره، أن "أهالي هؤلاء المحتجزين احتجوا أمام مراكز الشرطة في هذه المناطق وطالبوا بالإفراج عن أبنائهم".

وبحسب هذا التقرير، ألقت قوات الأمن القبض على عدد من المواطنين الأفغان والأوزبك المقيمين في زاهدان والذين لديهم بطاقات إقامة أيضاً، وهددت بعدم تأجير متاجر لهؤلاء السنة، أو الشراء منهم.

من ناحية أخرى، تقوم القوات الأمنية، ومن يرتدون الزي المدني، باعتقال البلوش الذين لا يملكون وثائق هوية، أو لا يحملونها معهم، وطردهم إلى الأراضي الأفغانية.

ويأتي تصاعد هذه الضغوط في حين تكثيف البيئة الأمنية وإقامة الحواجز على منافذ زاهدان، منذ الأربعاء 18 يناير (كانون الثاني).

هذا وقد انتقد عبد الحميد إسماعيل زاهي، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، خلال صلاة الجمعة 20 يناير، انتقد تشديد الأجواء الأمنية في هذه المدينة في الأيام الماضية وقطع طرق الدخول والخروج، معلناً عن زيادة عدد الحواجز إلى 15حاجزاً.

ورغم الأجواء الأمنية السائدة في زاهدان، والتي فرضت في هذه المدينة منذ الأيام القليلة الماضية، شارك عدد كبير من المواطنين في صلاة الجمعة وبعد ذلك خرج عدد كبير منهم إلى الشوارع للتظاهر.

وفي الأسابيع الأخيرة، هدد النظام الإيراني واعتقل العشرات من مواطني بلوشستان، وفرض أجواء أمنية في زاهدان بهدف إنهاء احتجاجات الجمعة.

وكان معظم المعتقلين من المراهقين والشباب. وبحسب حملة النشطاء البلوش، تعرض العديد منهم لضغوط "لأخذ اعترافات قسرية" وإصدار أحكام قاسية.

يشار إلى أنه منذ بداية الاحتجاجات في زاهدان ومدن أخرى في إقليم بلوشستان، تم اعتقال الكثير من المواطنين ولا يزال مصير العديد منهم مجهولاً.

وبعد جمعة زاهدان الدموية، في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ المحتجون في مختلف مدن هذه المحافظة مظاهرات كل يوم جمعة على الرغم من الوجود الكبير للقوات القمعية.

وبحسب تقرير "حال وش"، فقد بعث النظام برسائل خاصة إلى مولوي عبد الحميد من خلال شخصيات قبلية مؤثرة، مهدداً باعتقاله وتدمير جامع مكي الكبير ومعهده الديني.

وأدى تزايد هذه التهديدات، إلى جانب اشتداد الأجواء الأمنية والاعتقالات الجماعية للشباب البلوش وتعطيل تجمعاتهم، إلى خلق مخاوف بشأن احتمال قيام النظام بتعامل أكثر قسوة مع متظاهري زاهدان.