وكالات

انهالت الانتقادات على ألمانيا، بعد قراراها عدم إرسال دبابات "ليوبارد 2" الألمانية إلى أوكرانيا، إذ يواجه المستشار الألماني أولاف شولتز ضغوطاً داخل تحالفه الحكومي، بعد انتقادات خارجية في اجتماع وزراء دفاع 50 دولة في قاعدة رامشتاين العسكرية الأميركية في ألمانيا.

وأبلغت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني ماري أجنيس شتراك زيمرمان، السبت، أولاف شولتز بأن ألمانيا "فشلت في اختبار تاريخي" حين رفضت إرسال دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكراني.

وقالت زيمرمان، وهي عضو عن الحزب الديمقراطي الحر (FDB) المتحالف مع شولتز في الائتلاف الحكومي، إن "فلاديمير بوتين يضحك على التردد الألماني في اتخاذ القرارات"، وفق ما نقلته صحيفة "ذي تليجراف" البريطانية.

وأضافت: "على الأقل، كان الأمر الصحيح هنا، هو منح شركائنا الضوء الأخضر" في إشارة إلى بولندا، التي عرضت إرسال الدبابات الألمانية في ترسانتها إلى أوكرانيا.

وفي انتقاد علني نادر، حضّ وزراء خارجية دول البلطيق برلين، السبت، على "تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد فوراً"، معتبرين أن ألمانيا "كونها القوة الكبرى في أوروبا تتحمّل مسؤولية خاصة في هذا الصدد".

بدوره، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، عن أسفه لعدم إرسال الدول الغربية دبابات ثقيلة لقواته، رغم دفعات الأسلحة الجديدة الضخمة التي أعلن الحلفاء عن نيتهم لإرسالها، وذلك بينما تُعزز القوات الروسية هجومها في باخموت وجنوب أوكرانيا.

وقالت أوكرانيا إنها تأسف "للتردد العام" من جانب حلفائها الغربيين الذين رفضوا في اليوم السابق تزويدها بدبابات ثقيلة، وهو قرار "يُؤدي إلى قتل المزيد من مواطنينا"، وفقاً لمستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك.

وفي تغريدة عبر "تويتر"، كتب بودولياك: "التردد في هذه المرحلة يقتل المزيد من مواطنينا"، داعياً حلفاء كييف إلى "التفكير بشكل أسرع".

"لا توافق غربي"

في وقت سابق، الجمعة، اعتبر زيلينسكي أن "لا خيار آخر" سوى أن تُرسل الدول الغربية دبابات ثقيلة إلى بلاده، معرباً عن أسفه لموقف ألمانيا الحذر في هذا الشأن.

كذلك، وجّه السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي جراهام انتقادات مباشرة إلى برلين، عقب زيارة للعاصمة الأوكرانية كييف، الجمعة.

وقال جراهام "لقد سئمت من مهزلة من سيرسل دبابات ومتى؟. أقول للألمان: أرسلوا دبابات لأوكرانيا لأنها في حاجة إليها"، مضيفاً: "أقول لإدارة (الرئيس الأميريكي جو) بايدن: أرسلوا دبابات أميركية حتى يحذو الآخرون حذونا".

وخلال اجتماع في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، الجمعة، لم تتوافق الدول الـ50 الممثلة على إرسال دبابات ثقيلة إلى كييف، رغم مطالباتها المتكررة.

ونقلت إذاعة "ذي فويس أوف أميركا" عن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أن جنوداً أوكرانيين سيتدربون قريباً على دبابات (ليوبارد) في بولندا، وتابع قائلاً: "سنبدأ بذلك، وسنرى ما سيحدث لاحقاً".

من جهته، بدا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كأنه يُرجئ الأمر، بقوله إنه لا تزال هناك "فرصة سانحة بين الآن والربيع" لتسليم دبابات غربية.

وبحسب روسيا، فإن إرسال هذه الدبابات لن يُغير شيئاً في الوضع على الأرض، فيما اتهم الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الدول الغربية بـ"التشبث بوهم مأساوي حول قدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة".

لكن بالنسبة إلى العديد من الخبراء، فإن دبابات ثقيلة حديثة ستُحدث فارقاً حقيقياً لكييف في المعارك شرقي أوكرانيا، حيث استأنفت روسيا الهجوم بعد تعرضها لانتكاسات كبرى في الخريف.

تشييع مسؤولين كبار في كييف

في كييف، ودّع الرئيس فولوديمير زيلينسكي وزوجته أولينا زيلينسكا بالإضافة إلى العديد من القادة الأوكرانيين، السبت، وزير الداخلية دنيس موناستيرسكي الذي لقي مصرعه، الأربعاء، بحادث تحطم مروحية مع 13 شخصاً آخر.

وداخل المبنى الذي أقيمت فيه المراسم قرب ساحة ميدان في قلب كييف، وُضعت 7 نعوش حملها رجال بالزي العسكري ملفوفة بالعلم الأوكراني.

وفي الخارج، نُكّست الأعلام الأوكرانية والأوروبية، فيما شوهد وجود كثيف للشرطة في كل أنحاء المبنى.

ويُعد مصرع وزير الداخلية الأوكراني دنيس موناستيرسكي، أكبر خسارة لكييف على مستوى المسؤولين الكبار منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

في أماكن أخرى في أوكرانيا، أبلغت السلطات الروسية، الجمعة، عن "زيادة حدة" المعارك في المنطقة حيث تجري مواجهات "على طول خط الجبهة".

وفي تقريره الصباحي، أكد الجيش الأوكراني، السبت، أنه تعرض لـ"إطلاق نار" في الليلة السابقة في عشرات القرى في المنطقة. من جهته، أعلن الجيش الروسي السبت أن قواته شنت هجوماً على منطقة زابوروجيا.

ويشهد خط التماس بين الجيشين الأوكراني والروسي في هذه المنطقة الجنوبية جموداً منذ أشهر، إذ لم تحدث أي اشتباكات كبيرة هناك، بخلاف منطقتي خيرسون (جنوب) حتى نوفمبر ودونيتسك (شرق) مركز الاشتباكات الحالية.

وقال مسؤول أميركي كبير إن أوكرانيا يجب أن تُركز على هجوم مضاد كبير في الربيع، وليس على الدفاع عن هذه المدينة التي دُمرت بشكل شبه كامل، وأصبحت خالية من سكانها تقريباً.

لكن باخموت أصبحت قضية سياسية ذات رمزية كبيرة.