وصفت فاطمة هاشمي رفسنجاني ابنة أكبر هاشمي رفسنجاني مؤخرا والدها بـ "الشهيد" الذي "عرج مظلوماً" في فيديو نشرته بمناسبة الذكرى السادسة لوفاة والدها.

ويتكرر رفض رواية الحكومة الإيرانية التي تؤكد الوفاة الطبيعية للرئيس الإيراني الأسبق وأحد ابرز شخصيات النظام واليد اليمنى للمرشد المؤسس روح الله الخميني، حيث سبق وأن شكك أبناؤه وبناته في الرواية الرسمية.

ونشر فيديو لكلمة فاطمة هاشمي رفسنجاني بشكل متأخر وهي تتحدث عن أسباب عدم مشاركتها في مراسم الذكرى السنوية لوفاته التي أقيمت يوم 12 يناير في مقبرة روح الله الخميني بحضور مسؤولين وشخصيات مثل حسن الخميني.

وعللت رفسنجاني عدم مشاركتها في المراسم بالقول: "في حفل العام الماضي، عندما كانت وراء المنصة، قطعوا ميكروفونها واحتجوا عليها، ثم وجهت الكلام لوالدها، تقول: "نحن لا نعيش أياما جيدة ونحن في وضع سيئ للغاية".

وتحدثت هاشمي رفسنجاني، عن تزايد المشكلات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية في إيران وأكدت أن الشعب الإيراني ونتيجة لهذه المشكلات "مكتئب وحزين ويائس"، وأضافت "أن الجميع قلقون على مستقبل إيران العزيزة.. باسم الدين والشعب، يظلمون الدين والإسلام".

سبق وأن أعلنت فاطمة رفسنجاني، في مقابلة مع موقع "جماران" في الثاني من يناير 2019 بأنها على ثقة بأن والدها، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، لم يمت موتا طبيعيا، وذكرت "من خلال الأدلة التي حصلتُ عليها في هذه الفترة، أنا متأكدة الآن من أن موته لم يكن طبيعيًا"، مؤكدة أن "المکان الذي توفي فيه والدي لم يکن في المسبح كما أشيع لحظة رحيله"، وأضافت أن من قتلوا والدها "أرادوا أن يقولوا بکل تجبر: نحن نفعل ما نريد، ولا نخاف أحدًا".

وسبق ياسر رفسنجاني شقيقته فاطمة في 9 يناير 2018، حيث أعلن أن "الرئيس حسن روحاني"، رفض تقرير المجلس الأعلى للأمن القومي حول سبب وفاة والده، وأمر بإعادة التحقيق حول أسباب الوفاة، مضيفا في مقابلة نشرتها وكالة "بانا" يوم الثلاثاء 9 يناير بمناسبة مرور عام على وفاة والده: "سمعت أن المجلس الأعلى للأمن القومي أرسل كتاباً إلى رئيس الجمهورية مطالباً إياه بإغلاق ملف وفاة آية الله هاشمي رفسنجاني، ولكن الرئيس رفض الطلب وأحال الملف مرة أخرى إلى المجلس".

وفي مقابلة له بتاريخ 15 يناير 2022 مع موقع "اعتماد"، وصف محسن هاشمي، نجل هاشمي رفسنجاني، وصف وفاة والده بأنها مريبة، قائلاً إن "سياسة النظام هي إظهار وفاته، طبيعية"، موضحا أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، فقد أجرى تحقيقا "سطحيا"، مضيفا "لا يوجد دليل على اغتيال والده، ولا دليل على الموت الطبيعي"، وبين قائلا: "نحن مذبذبون بين هذا وذاك".

وقال محمد هاشمي، شقيق هاشمي رفسنجاني، إنه وفقًا للتقارير الطبية، لم يتضح سبب تعرض علي أكبر رفسنجاني لسكتة قلبية مفاجئة في المسبح وأنه لم يتم إصدار أي تقرير من قبل الأطباء.

كما سبق وأن ذكر رئيس تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، قائلاً إن أكبر هاشمي رفسنجاني أبلغه بخطة اغتياله من قبل بعض المسؤولين في النظام الإيراني في إشارة ضمنية إلى يحيى رحيم صفوي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني.

علي أكبر هاشمي رفسنجاني (25 أغسطس 1934 ـــ 8 يناير 2017) سياسي ورجل دين إيراني، حكم عليه بالسجن عدة مرات في فترة حكم شاه إيران، وبعد ثورة 1979 فقد شغل عدة مناصب بما في ذلك رئاسة البرلمان، وقائد أعلى للقوات المسلحة الإيرانية بأمر من الخميني، فقام بدور أساسي في الموافقة على القرار الدولي لوقف الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988)، ورئاسة الجمهورية لدورتين متتاليتين (1989-1997)، وکان منصب رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام (1989-2017) آخر منصبٍ شغله قبل وفاته أو مقتله.

لعب هاشمي رفسنجاني الدور الرئيسي بعد وفاة المرشد المؤسس روح الله الخميني في عام 1989 في إقناع مجلس خبراء القيادة لانتخاب المرشد الحالي علي خامنئي خلفا للمرشد الذي سبقه، إلا أن العلاقات بينهما ساءت خاصة بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد بدعم من المرشد علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني.

وتقبع حاليا ابنته "فائزة هاشمي رفسنجاني" في سجن إيفين بعد اعتقالها في سبتمبر الماضي بعيد انطلاق الاحتجاجات، حيث حكم عليها بالسجن 5 سنوات ومنعها من الأنشطة السياسية والثقافية والصحافية لارتكابها "جريمة النشاط الدعائي ضد النظام".