قال مسؤولو أوكرانيون وإسرائيليون، إنَّ أوكرانيا طلبت من إسرائيل إدانة الغزو الروسي علناً، والموافقة على قرض بقيمة 500 مليون دولار للحكومة الأوكرانية، وذلك ضمن حزمة من المطالب الأخرى، وفقاً لما نقله، الأحد، موقع "أكسيوس" الأميركي.

وتأتي هذه المطالب قبيل زيارة مرتقبة هذا الأسبوع لوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى كييف، هي الأولى لوزير إسرائيلي إلى العاصمة الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي قبل عام.

وقال مسؤول أوكراني إنَّ الحكومة في كييف تنظر إلى زيارة إيلي كوهين، وما إذا كان سيرد إيجابياً على مطالبها كاختبار لنوايا الحكومة الإسرائيلية الجديدة وسياستها تجاه الحرب، بحسب ما نقله الموقع الأميركي.

ومن المتوقع أن يلتقي كوهين في كييف بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا، ويعيد فتح السفارة الإسرائيلية التي أغلقت قبل عدة أيام من بدء الغزو الروسي.

وكشف مسؤول إسرائيلي أنَّ كوهين طلب عقد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن مسؤولاً أوكرانياً قال إنَّ مكتب الرئيس لم يؤكد بعد هذا الاجتماع.

وأكد المسؤول الأوكراني أنَّ الاجتماع سيعقد إذا أبدت إسرائيل استعدادها لاتخاذ خطوات لدعم أوكرانيا، معتبراً أنَّ "زيلينسكي لن يلتقي كوهين لمجرد التقاط صورة".

قائمة المطالب

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين وأوكرانيين أنَّ أوكرانيا قدَّمت لإسرائيل في الأيام الأخيرة قائمة بالطلبات التي تريدها أن تدرسها قبل زيارة كوهين.

وبحسب المسؤولين، فإنَّ الأوكرانيين يريدون من كوهين الإدلاء ببيان عام خلال الزيارة يدين الغزو الروسي ويدعم وحدة أراضي أوكرانيا، علماً بأنَّ الحكومة الإسرائيلية السابقة فعلت ذلك، لكن الحكومة الجديدة لم تفعله حتى الآن.

وقال المسؤولون إنَّ أوكرانيا طلبت أيضاً بياناً علنياً من إسرائيل لدعم خطة السلام التي قدَّمها زيلينسكي في نوفمبر الماضي، والتي تتضمن انسحاباً روسياً كاملاً من الأراضي الأوكرانية.

وأشار الموقع إلى أنَّ المطالب الأوكرانية شملت أيضاً الحصول على قرض من إسرائيل بقيمة 500 مليون دولار، لافتاً إلى أنه تم تقديم الطلب نفسه إلى الحكومة الإسرائيلية السابقة لكن وزير المالية آنذاك أفيجدور ليبرمان، رفضه.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه من المتوقع أن يعرض وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته إلى كييف قرضاً بقيمة 50 مليون دولار.

وكشف المسؤولون أنَّ أوكرانيا طلبت أيضاً من إسرائيل استقبال مئات المدنيين والجنود الأوكرانيين الذين أصيبوا خلال الحرب لتلقي العلاج الطبي.

وقال المسؤولون إن أوكرانيا طلبت من الحكومة الإسرائيلية الجديدة الالتزام مجدداً بمشروع بدأته الحكومة السابقة لبناء نظام متصل بالرادار العسكري الأوكراني من شأنه أن يعطي المدنيين الأوكرانيين إنذاراً مبكراً من الهجمات القادمة للصواريخ والمسيَّرات.

السياسة الإسرائيلية

وأثارت تصريحات كوهين خلال خطابه الافتتاحي بوزارة الخارجية مطلع يناير، مخاوف بشأن تحول في السياسة الإسرائيلية نحو خط أكثر ميلاً لروسيا، وفقاً لما ذكره "أكسيوس".

وبعد طلبات للتوضيح من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وانتقادات من الجمهوريين في الكونجرس، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنَّ سياستها تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا لم تتغير.

وحاولت إسرائيل منذ الأيام الأولى للغزو موازنة سياستها تجاه روسيا وأكرانيا، رغبة في الحفاظ على علاقاتها مع موسكو التي تسيطر على أجواء سوريا المجاورة، وتغض الطرف عن الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع تابعة لإيران هناك.

وبحسب "أكسيوس" أصاب هذا التوازن الحكومة الأوكرانية بالإحباط خلال العام الماضي، حيث قال زيلينسكي عدة مرات إنه يتوقع الحصول على مزيد من الدعم من إسرائيل.