رويترز
قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، مساء السبت، إن على حلف شمال الأطلسي (الناتو) عقد اجتماع طارئ لبحث تقرير نشره الصحافي الأميركي سيمور هيرش، هذا الأسبوع، ويتهم فيه الولايات المتحدة بالوقوف وراء تفجيرات خطوط أنابيب "نورد ستريم" لنقل الغاز بين روسيا وأوروبا.

وكتبت زاخاروفا في حسابها على "تليجرام": "هناك حقائق وفيرة هنا: انفجار خط الأنابيب ووجود دوافع وأدلة حصل عليها صحافيون يمكن استخلاص نتائج منها".

وتساءلت: "متى ستُعقد قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي لبحث الوضع؟"

يتكوّن مشروع "نورد ستريم" من خطي أنابيب لنقل الغاز، هما "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2". ويمتد خط أنابيب "نورد ستريم 1" على عمق 1200 كيلومتر تحت بحر البلطيق من الساحل الروسي بالقرب من سانت بطرسبرج إلى شمال شرقي ألمانيا، فيما يربط "نورد ستريم 2" روسيا وألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق أيضاً، باتباع طريق مماثل لـ"نورد ستريم 1".

وكانت السويد والدنمارك، اللتان طالت التفجيرات منطقتيهما الاقتصاديتين، خلصتا إلى أنه "تم تفجير خطوط الأنابيب عمداً، دون تحديد الجهة المسؤولة التي تقف خلف ذلك"، لكن الخارجية الروسية اتهمت، الخميس، فريق التحقيق بـ"محاولة إخفاء الحقائق"، وقالت إنه قام بالتحقيق بطريقة تبقى نتائجه "مخفية"، وفقاً لما أوردته وكالة "تاس" الروسية.

مقال هيرش

في تقرير نشره على مدونته الخاصة، نقل الصحافي الأميركي سيمور هيرش عن مصدر واحد، لم يكشف عن هويته، أن غواصين في البحرية الأميركية وبمساعدة النرويج زرعوا متفجرات في يونيو على خطوط أنابيب الغاز، ما أدى إلى انفجارها بعد 3 أشهر.

من جانبه، نفى البيت الأبيض الادعاء بوقوف الولايات المتحدة وراء التفجيرات، ووصفها بأنها "كاذبة تماماً محض خيال".

وجدد متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تأكيده النفي الأميركي، واصفاً التقرير بأنه "كاذب تماماً وبشكل مطلق".

ورداً على سؤال حول ادعاء هيرش بأن أوسلو دعمت العملية، قالت وزارة الخارجية النرويجية إن "هذه المزاعم كاذبة".

ووصفت الولايات المتحدة و"الناتو" الحادث بأنه "عمل تخريبي"، فيما اتهمت موسكو الغرب بالمسؤولية عن التفجيرات التي لم تتكشف تفاصيلها وأسفرت عن حدوث تصدعات في الأنابيب.

تأييد روسي ومطالب بالتحقيق

والخميس، أكد الكرملين تأييده مضمون تقرير هيرش، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين، إن "بعض النقاط (في هذا المنشور) قابلة للنقاش والبعض الآخر يحتاج إلى إثبات، ولكن المقال رائع لتحليله العميق وعرضه المتسق" للأحداث.

وأضاف أنه "سيكون من غير العدل على الأقل عدم الالتفات إلى ذلك، خصوصاً بالنسبة لدولة مثل ألمانيا حُرمت من هذه البنية التحتية الحيوية للطاقة في أعقاب الهجوم" في سبتمبر.

وقال بيسكوف إن مقال هيرش يؤكد "مرة أخرى الحاجة إلى تحقيق دولي شفاف في هذا الهجوم غير المسبوق". وأضاف: "لا توجد دول كثيرة في العالم يمكنها ارتكاب مثل هذه الأعمال التخريبية".

وطالب رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين بإجراء تحقيق دولي أساسه المعلومات الواردة في التقرير.

وقال فولودين: "يجب أن تصبح الحقائق المنشورة أساساً لتحقيق دولي يقدم (الرئيس الأميركي جو) بايدن وشركاءه إلى العدالة".

وأضاف أنه يجب أن تدفع الولايات المتحدة "تعويضات للدول التي تضررت بسبب الهجوم الإرهابي".