في الوقت الذي تنشغل فيه الدولة السورية بلملمة آثار الزلزال الذي ضربها، وأودى بحياة الآلاف، لا يتوقف الإرهاب عن حصد الأرواح.
واستغل التنظيم الإرهابي الزلزال في أعمال شغب أدت لفرار عدد من عناصره من السجون في شمال غرب سوريا، وشن هجمات إرهابية في مناطق أخرى.
وآخرها هجوم شنه التنظيم في وسط سوريا، أسفر عن مقتل 10 مدنيين إضافة إلى عنصر من قوات الجيش السوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن "التنظيم الإرهابي شن هجوما نحو 75 شخصاً كانوا يعملون في جمع الكمأة في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، ما أدى إلى مقتل 10 مدنيين بينهم امرأة، إضافة إلى عنصر من قوات الجيش السوري فيما لا يزال الآخرون في عداد المفقودين".
ومنذ إعلان القضاء على الخلافة المزعومة للتنظيم الإرهابي وخسارته جميع مناطق سيطرته، انكفأ التنظيم إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، وتحصنت عناصره بمناطق جبلية.
ويستغلّ التنظيم، خروج سكان المناطق الريفية النائية في وسط سوريا من أجل جمع الكمأة تمهيدا لبيعها، في شنّ هجمات ضدّهم، بحسب المرصد.
ويواجه المدنيون خلال موسم جمع الكمأة خطراً آخر يتمثّل بالألغام التي زرعها التنظيم في مناطق صحراوية شاسعة، خضعت لفترة لسيطرة تنظيم داعش قبل طرده منها.
وفي أبريل/نيسان 2021، خطف التنظيم 19 شخصا غالبيتهم مدنيون في هجوم مماثل شنّه في ريف حماة الشرقي في وسط البلاد.
وبين الحين والآخر، تشنّ عناصر التنظيم الإرهابي هجمات في البادية تستهدف خصوصا الأكراد وقوات الجيش السوري، فيما توجّه لهم المروحيات السورية والروسية ضربات تستهدف تحرّكاتهم ومواقعهم في البادية.
وبحسب آخر التقارير الرسمية، فقد أدى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة إلى مقتل 28191 شخصا على الأقل، 24617 في تركيا و3574 في سوريا فيما تتوقع الأمم المتحدة تضاعف الأعداد.