"لا نريد مشاكل في ريو دي جنيرو. المدينة هي للسياحة والكرنفالات، لا لإبراز العضلات"
ظهرت أكبر سفينة حربية إيرانية حاملة للمروحيات، وهي "إيريس مكران" البالغ وزنها 121 ألف طن، راسية أمس في ميناء ريو دي جنيرو، بعد إذن مزدوج حصلت عليه من وزارة الخارجية والبحرية البرازيلية، يسمح لها ولفرقاطة اسمها Iris Dena ترافقها، بالبقاء حتى السبت المقبل "ثم تغادران إلى أميركا الوسطى، لعبور قناة بنما" وفقا لما نقلت وسائل إعلام محلية عن بيان أصدرته "هيئة ميناء ريو" وقالت فيه إنهما وصلتا الأحد إلى المياه الإقليمية.
ولقيت زيارة السفينتين استغرابا أبداه برازيليون على أعلى المستويات في مواقع التواصل، ممن تساءل معظمهم بحسب ما استنتجت "العربية.نت" من طبيعة ما كتبوه، عن الهدف من السماح لقطعتي حرب بالرسو في مياه "مدينة الكرنفالات" غير المعتادة على رؤية مظاهر وعتاد عسكري "حتى لو كان محليا" بحسب ما قال برازيلي في تغريدة تويترية، أضاف فيها: "لا نريد مشاكل من أي نوع بريو دي جنيرو. المدينة سياحية وللكرنفالات، لا للسلاح وإبراز العضلات. تكفينا مشاكلنا" موجها كلامه للرئيس الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وفي الفيديو المعروض أدناه، نرى حاملة الهليكوبتيرات وهي تمضي للرسو في مرفأ المدينة، بعد أن رست فيه حاملة الهليكوبترات الموعودة بزيارة ستقوم بها، ربما إلى نيكارغوا أو فنزويلا، المحتمل أن تكون في المستقبل عنوانا لقاعدة عسكرية لإيران، على حد ما يتوقع محللون غربيون، أبدوا تخوفا من توابع هذا الاحتمال.
وسبق أن عبّرت السفيرة الأميركية لدى البرازيل Elizabeth Bagley عن استياء البيت الأبيض حين علم منذ أسبوعين بالزيارة المرتقبة للسفينتين، فعقدت مؤتمرا صحافيا في 15 فبراير الجاري، حثت فيه البرازيل على رفض الزيارة، وقالت: "هذه سفن تسهل التجارة غير المشروعة والأنشطة الإرهابية، وعليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة. نعتقد أن رسوها مرفوض في أي مكان" وألمحت إلى أن بلادها تسعى لتوثيق العلاقات مع حكومة الرئيس الذي تولى السلطة خلفا لجايير بولسونارو في أول يناير الماضي.
ناقلة نفط جعلوها للحرب والقتال
كما قال متحدث باسم الخارجية الأميركية قبل شهر، إن الوزارة "تواصل رصد محاولات لإيجاد موقع قدم عسكري إيراني في نصف الكرة الغربي"، وبعده عبّر السيناتور الجمهوري ماركو روبيو لشبكة "Fox News" التلفزيونية الأميركية الأسبوع الماضي، عن قلقه من سعي إيران "لدعم أنظمة ماركسية يسارية، عاملة على تقويض السلام والاستقرار في أميركا اللاتينية"، وأعاد الذاكرة إلى أن إدارات أميركية متعاقبة صنفتها "كأسوأ راع للإرهاب الدولي بالعالم" كما قال.
أما عن السفينتين، فالأولى Iris Makran البالغ طولها 236 مترا، هي ناقلة نفط تم تحويلها إلى حاملة تسع من 5 إلى 7 هليكوبتيرات لتقديم الدعم اللوجستي في المعارك ضد السفن الحربية، وفقا لما قرأت "العربية.نت" بسيرتها، الوارد فيها أنها مزودة بصواريخ "كروز" مضادة للسفن، كما بطوربيدات ومدافع بحرية و7 زوارق عالية السرعة، وبطاقم قد يزيد عن 200 بحار، في حين أن الفرقاطة "إيريس دينا" البالغ طاقمها 148 بحارا وطولها 86 مترا، انتهى تصنيعها وإدراجها قبل أقل من عامين في الأسطول المكون من 86 قطعة.