عقب نهاية الحرب الأهلية الصينية، حقق الشيوعيون، بقيادة ماو تسي تونغ، انتصارا على قوات القوميين الذين أجبروا على الانسحاب نحو جزيرة تايوان. وفي بر الصين الرئيسي، أعلن الشيوعيون عام 1949 قيام جمهورية الصين الشعبية التي اتخذت من بكين عاصمة لها. وفي المقابل، أعلن القوميون، بقيادة تشانغ كاي شيك، بجزيرة تايوان عن تأسيس جمهورية الصين التي سرعان ما اعتمدت تايبيه عاصمة سياسية لها.
وطيلة السنوات التالية، تميزت العلاقات الصينية التايوانية بحالة من التوتر حيث كادت الخلافات بين الطرفين أن تسفر عن تجدد العمليات القتالية.
قنبلة نووية صينية وبرنامج نووي سلمي
في سياق الحرب الباردة، احتفظت الولايات المتحدة الأميركية بعدد من الرؤوس النووية بجزيرة تايوان. إلى ذلك، أمر الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (Richard Nixon) عام 1972 بسحب جميع الأسلحة النووية التي كانت مخزنة بقاعدة تاينان (Tainan) بتايوان.
وسط ذهول عالمي، تمكنت الصين الشعبية عام 1964 من تفجير أولى قنابلها النووية. وعلى إثر هذه الحادثة، اتجه المسؤولون بتايوان عام 1967 لإطلاق برنامج نووي سري برعاية معهد أبحاث الطاقة ومعهد تشونغ شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا. وعقب حديثها عن برنامج نووي لأغراض سلمية ويهدف أساسا لتوليد الطاقة، حصلت تايوان على مساعدات من العديد من الدول الغربية. وقد تضمنت هذه المساعدات مفاعلا كنديا مخصصا للأبحاث وبلوتونيوم أميركي منخفض الدرجة. وبالتزامن مع ذلك، تمكنت تايوان ما بين عامي 1973 و1974 من شراء عشرات الأطنان من اليورانيوم من جنوب إفريقيا لاستخدامه بأبحاثها النووية.
برنامج نووي عسكري تايواني
خلال سبعينيات القرن الماضي، امتلكت تايوان برنامجا لإنتاج البلوتونيوم اعتمادا على مفاعلات الماء الثقيل. ومع كشف حقيقة إنتاجها لبلوتونيوم موجه لأغراض عسكرية من قبل وكالة الطاقة الذرية، وافقت تايوان، تحت الضغوط الأميركية، خلال شهر أيلول/سبتمبر 1976 على تفكيك برنامجها النووي الموجه لأغراض عسكرية. من جهتها، تحدثت وكالة المخابرات المركزية الأميركية بتلك الفترة عن اعداد تايوان لمواقع مخصصة للتجارب النووية.
إلى ذلك، كشفت حقيقة البرنامج النووي التايواني عقب مذبحة لييو (Lieyu) عام 1987. فعلى إثر هذه الواقعة، انشق الكولونيل شانغ هسييان يي (Chang Hsien-yi) عن تايوان مفضلا اللجوء للأميركيين. وهنالك، قدّم هذا الكولونيل، الذي عرف منذ السابق بعلاقته بالمخابرات الأميركية، معلومات حول البرنامج النووي التايواني. وحسب المعلومات التي حصلوا عليها، أكد الأميركيون أن تايوان كانت على بعد ما بين عام أو عامين، كأقصى تقدير، من إنتاج قنبلتها النووية.
من جهة ثانية، كشفت تقارير إضافية توفرت لدى الأميركيين عن تواصل البرنامج النووي السري التايواني حيث دعمت السلطات التايوانية مجموعة باحثين موازين بهدف إنتاج رؤوس حربية نووية صغيرة. وتحت الضغوط الأميركية، تخلت تايوان نهائيا عن هذا البرنامج أواخر الثمانينيات.