العربيةأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، عودة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة ولبنان. وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه لا ضرورة لبقاء سكان منطقة غلاف غزة بالقرب من الملاجئ. كما أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في المنطقتين الجنوبية والشمالية، مقابل قطاع غزة والحدود اللبنانية، وحشد قوات نظامية من سلاحي المشاة والمدفعية في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة.
ويسود هدوء حذر بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي مواقع في لبنان وغزة، في وقت مبكر اليوم الجمعة، ردا على هجمات صاروخية تتهم إسرائيل حماس بالمسؤولية عنها، في وقت ينذر فيه توتر نجم عن اقتحام الشرطة الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى هذا الأسبوع بالخروج عن السيطرة.
استهدف الجيش الإسرائيلي خلال الليل 3 منشآت لحركة حماس في جنوب لبنان، وأكثر من 10 أهداف عسكرية للحركة في قطاع غزة، في حين أطلق المسلحون الفلسطينيون أكثر من 40 صاروخا على إسرائيل منذ منتصف الليل.
وقال متحدث باسم المكتب الصحافي للجيش الإسرائيلي، إن الجيش استخدم حوالي 50 طنا من الذخيرة لمهاجمة أهداف حماس في قطاع غزة، حسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية. وأشار إلى إطلاق 44 صاروخا على إسرائيل من غزة خلال الليل، تم اعتراض 8 منها بواسطة الدفاع الجوي، و9 أخرى لم تتخط حدود القطاع، و12 حلقت باتجاه البحر، و14 سقطت في منطقة غير مأهولة، وانفجر صاروخ واحد بالقرب من مدينة سديروت.
هذا وأصدر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، تعليمات لسكان المستوطنات المتاخمة لغزة بالبقاء قرب الملاجئ حتى صدور تعليمات أخرى.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن حركة الطائرات نقلت إلى الجزء الشمالي من إسرائيل بسبب التصعيد في الجنوب.
وهزت انفجارات قوية مناطق متنوعة في غزة، إذ قالت إسرائيل إن طائراتها قصفت أهدافا تشمل أنفاقا ومواقع لتصنيع أسلحة تابعة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع، فضلا عن أسلحة آلية ثقيلة تستخدم في إطلاق نيران مضادة للطائرات.
ومع اقتراب الفجر، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أيضا أهدافا تابعة لحماس في جنوب لبنان، إذ ذكر سكان في المنطقة المحيطة بمخيم الرشيدية للاجئين أنهم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات.
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أصدر بيانا ندد فيه بأي عمليات عسكرية من الأراضي اللبنانية تهدد الاستقرار، في حين لم يصدر أي رد فعل عن حزب الله حتى الآن. وفي وقت سابق من أمس وقبل إطلاق الصواريخ، قال هاشم صفي الدين، المسؤول البارز في حزب الله، إن أي انتهاك للأقصى سيشعل المنطقة بأسرها.
وذكر مصدران أمنيان لبنانيان أن الهجوم استهدف بناية صغيرة في مزرعة قريبة من المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ في وقت سابق. ولم يكن لديهما أي معلومات بخصوص سقوط ضحايا.
جاءت الضربات ردا على هجوم صاروخي من لبنان على مناطق في شمال إسرائيل، اتهم المسؤولون الإسرائيليون حماس بالمسؤولية عنه. وقال الجيش إن 34 صاروخا أطلقت من لبنان اعترضت أنظمة الدفاع الجوي 25 منها في أكبر هجوم صاروخي من لبنان منذ عام 2006 حين خاضت إسرائيل حربا مع جماعة حزب الله المدججة بالسلاح.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعقاب اجتماع لوزراء حكومته الأمنية "رد إسرائيل، الليلة أو بعدها، سيكبد أعداءنا ثمنا باهظا".
وأطلق وابل من الصواريخ ردا على قصف طائرات حربية إسرائيلية لقطاع غزة، ودوت صفارات إنذار في بلدات ومدن إسرائيلية في المناطق المتاخمة لحدود القطاع، لكن لم ترد أنباء عن إصابات خطيرة.
جاء تبادل الهجمات عبر الحدود مع تصاعد المواجهات بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية لحرم المسجد الأقصى الذي جاء خلال شهر رمضان الذي يتزامن هذا العام مع عطلة عيد الفصح اليهودي.
حملت حركة حماس في بيان، الجانب الإسرائيلي "كامل المسؤولية عن التصعيد الخطير والعدوان السافر على قطاع غزة وشعبنا الفلسطيني الأبي، وعما ستؤول إليه الأمور في المنطقة".
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" إنها تتواصل مع كافة الأطراف، مضيفة أن الجانبين قالا إنهما لا يريدان حربا، لكنها ذكرت أن الوضع ينذر بتصعيد خطير.
من جهتها، استنكرت وزارة الخارجية الأميركية إطلاق الصواريخ من لبنان والضربات السابقة من غزة، وقالت إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
لكنها عبرت أيضا عن قلقها من المشاهد التي صورت في المسجد الأقصى والتي ظهرت فيها الشرطة الإسرائيلية وهي تضرب المصلين في اقتحام قال مسؤولون إنه استهدف طرد شبان تحصنوا داخل المسجد.
ولطالما كانت منطقة المسجد الأقصى نقطة انطلاق شرر التوتر. فقد ساعدت اشتباكات هناك في عام 2021 على إشعال فتيل حرب استمرت عشرة أيام بين إسرائيل وغزة.
وفي أعقاب ضربات أمس الخميس، أظهرت لقطات تلفزيونية سحبا كثيفة من الدخان تتصاعد فوق بلدة شلومي الحدودية شمال إسرائيل، وسيارات محطمة في الشوارع. وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إنها أغلقت المطارات الشمالية في حيفا وروش بينا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قذائف مورتر أطلقت عبر الحدود.
ووسط مخاوف من احتمال تصاعد المواجهة أكثر، بعد عام من تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا لمناقشة الأزمة.
وجاء الهجوم الصاروخي، أمس الخميس، في أعقاب ضربات من غزة اعترضت الدفاعات الحوية الإسرائيلية معظمها.
وردا على ذلك، قصفت إسرائيل أهدافا في غزة مرتبطة بحماس التي تحملها مسؤولية أي هجمات من القطاع الساحلي.