مع استمرار الاشتبكات في الخرطوم لليوم الرابع على التوالي بين الجيش وقوات الدعم السريع، رفضت الأخيرة أي قرار صادر عن قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، معتبرة أنه باطل جملة وتفصيلاً.
وفي بيان جديد شديد اللهجة صدر، صباح اليوم الثلاثاء، اعتبرت أن دعوة قائد الجيش الأخيرة لعناصرها من أجل إلقاء السلاح، واعداً بإعفائهم من العقوبات أو الملاحقة، باطلة.
"نصر زائف"
ووصفت البرهان بالإرهابي الذي يبحث عن نصر زائف، وهو مختبئ في جحر تطارده قواتنا الباسلة، وفق تعبيرها.
كما اعتبرت أن "من لا يستطيع حماية نفسه وهو مولي الأدبار لا يملك حق إصدار القرارات، وكما قيل فاقد الشيء لا يعطيه"، في إشارة إلى قائد الجيش والقرارات التي أفصح عنها خلال الساعات الماضية.
إلى ذلك، جددت قوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، دعوتها عناصر القوات المسلحة بالانضمام لخيارات الشعب في الحرية والديمقراطية"، في إشارة للانشقاق والالتحاق بصفوف الدعم السريع. وأكدت أنها ستضمن معاملة أسرى القوات المسلحة معاملة إنسانية.
كما طمأنت أسرهم بأن أبناءهم في أيدٍ أمينة، وسيجدون الرعاية الطبية التي يستحقونها.
وكان البرهان أصدر قراراً بوقت سابق اليوم بالعفو عن كل من يضع السلاح من قوات الدعم السريع، واستيعابهم ضمن الجيش.
نحو 180 قتيلاً
يأتي هذا فيما تتواصل المعارك في البلاد لليوم الرابع على التوالي، حاصدة نحو 180 قتيلاً و1800 جريح كحصيلة أولية، حسب ما أعلن رئيس بعثة الأمم المتّحدة في السودان فولكر بيرتيس في مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مغلقة بشأن الوضع بالسودان مساء أمس الاثنين.
معركة فيديوهات بين الجيش والدعم
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية المستقلّة والمؤيدة للديمقراطية أعلنت في وقت سابق الاثنين مقتل ما لا يقلّ عن 97 مدنياً في هذه المعارك، سقط 56 منهم السبت و41 الأحد، مشيرة إلى نصف القتلى تقريباً سقطوا في العاصمة.
في حين أعلنت منظّمات غير حكومية عديدة ووكالات تابعة للأمم المتّحدة تعليق أنشطتها، في قرار له تداعيات وخيمة في بلد يؤثر فيه الجوع على أكثر من واحد من كل ثلاثة من سكّانه، البالغ عددهم 45 مليونا.
يذكر أن تلك الاشتباكات الدامية كانت انطلقت يوم السبت الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلا عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.
إلا أن الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.