لم تكن حادثة مروي التي فجرت الخلاف في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع إلا الشعرة التي قصمت ظهر البعير، كما يقال.فالفريقان العسكريان كانا يحشدان ويتجهزان قبل أسابيع من الاشتباكات، بحسب ما أكد مصدران مطلعان لـ"العربية والحدث"، اليوم الثلاثاء.كما أوضح المصدران أن المبعوث الأممي فولكر بيرتس أكد خلال الإحاطة التي تقدم بها ليل أمس الاثنين أمام أعضاء مجلس الأمن أن الطرفين ليسا على استعداد حاليا للتفاوض.لا تواصل مع القوات الميدانيةأما عن تعهدات كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي وتقديم الاثنين التزامات له باحترام الهدنة الإنسانية (لمدة ثلاث ساعات)، فقال بيرتس إن قيادة قوات الدعم السريع غير قادرة على منح التعليمات لقواتها، بسبب انعدام الاتصال أو فقدانه في أحيان كثيرة، بين القيادة والقوات الميدانية.قذائف تدوي في الخرطومإلى ذلك، أطلع المبعوث الأممي المجلس على مسألة نهب مقار للأمم المتحدة في دارفور، مؤكدا أنه إذا استمرت الأوضاع في التصاعد فسيضطر إلى سحب الموظفين الدوليين غير الضروريين، وأسرهم وأطفالهم من دارفور إلى الخرطوم، لا سيما أنه ليس لديهم حاليا خطة للخروج من البلاد، في ظل توقف مطار العاصمة عن العمل.وكان بيرتس أعلن سابقا مقتل ثلاثة عاملين في برنامج الأغذية العالمي خلال اشتباكات دارت في دارفور (غرب السودان)، يوم السبت الماضي، في اليوم الأول من اندلاع الاشتباكات بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد.قاعدة مروييذكر أن تلك الاشتباكات الدامية كانت انطلقت أواخر الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90