أفادت بيانات الأمم المتحدة الصادرة الأربعاء أن الهند تفوقت على الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

فقد تجاوز عدد سكان الهند 1.428 مليار نسمة، وهو رقم أعلى بقليل من سكان الصين البالغ عددهم 1.425 مليار نسمة، وفقًا للوحة المعلومات السكانية العالمية التابعة للأمم المتحدة.

سيضيف تزايد عدد السكان إلحاحًا على حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لخلق فرص عمل لملايين الأشخاص الذين يدخلون سوق العمل بينما تبتعد الأمة عن الوظائف الزراعية.

من المقرر أن تصبح الهند، حيث نصف السكان دون سن الثلاثين، أسرع الاقتصادات الرئيسية نموًا في العالم في السنوات القادمة.

يُتوقع أن يصل حجم اقتصاد الهند (التي تستضيف قمة مجموعة العشرين في سبتمبر المقبل) إلى 40 تريليون دولار في 2047.

وتوسع اقتصاد الهند بنسبة 6.9 بالمئة في السنة المالية الماضية، ما يجعلها واحدة من أسرع الدول نمواً بين الدول الكبرى (طبقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية).

ثالث أكبر اقتصاد في آسيا هو الآن موطن لما يقرب من خُمس البشرية - أكثر من مجموع سكان أوروبا أو إفريقيا أو الأمريكتين.

في حين أن هذا ينطبق أيضًا على الصين في الوقت الحالي، فمن المتوقع أن يتغير ذلك حيث من المتوقع أن يستمر عدد سكان الهند في الارتفاع ويصل إلى 1.668 مليار بحلول عام 2050 عندما يتقلص عدد سكان الصين إلى حوالي 1.317 مليار.

في يوم 15 نوفمبر 2022، بلغ عدد سكان العالم 8 مليارات شخص، مما يعتبر معلما بارزا في تاريخ التنمية البشرية.

وفي حين استغرق نمو سكان العالم 12 عاما من لينتقل من 7 إلى 8 مليارات نسمة، فإنه من المتوقع أن يستغرق ما يقرب من 15 عاما - حتى عام 2037 – ليبلغ عدد 9 مليارات نسمة، ما يدل على أن معدل النمو الإجمالي لسكان العالم في تباطؤ.

ومع ذلك، لا تزال مستويات الخصوبة مرتفعة في بعض البلدان بالخصوص، وعلى رأسها البلدان ذات الدخل الفردي الأدنى. ولذا صار النمو السكاني العالمي متمركزا بشكل متزايد في البلدان الأكثر فقرا، معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

نصف النمو العالمي في قبضة الصين والهند في 2023

يبدو أن الصين والهند قد تستحوذان على حوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2023، وهو ما يؤكد الدور المتزايد لآسيا في الاقتصاد العالمي، بحسب صندوق النقد الدولي.

يتوقع الصندوق حاليا نمو منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمعدل 4.6 بالمئة خلال العام الحالي بزيادة قدرها 0.3 نقطة مئوية عن توقعات أكتوبر الماضي، بعد نموها بمعدل 3.8 بالمئة خلال العام الماضي، وأغلبه بعد رفع قيود كورونا في الصين. وبحسب تقديرات الصندوق فإن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستساهم بأكثر من 70 بالمئة من النمو العالمي خلال العام الحالي بحسب وكالة بلومبيرغ.

وقال كريشنا سرينيفاسان مديرة إدارة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق النقد إن تعافي الاقتصاد الصيني أنعش النشاط في مختلف أنحاء المنطقة.

وأضاف أن أقوى تأثير على النمو الإقليمي كان يأتي من الطلب الصيني على السلع الاستثمارية، لكن هذه المرة "نتوقع أن يأتي أقوى تأثير من الطلب الصيني المتزايد على السلع الاستهلاكية".

قال جيتا جوبيناث النائب الأول لرئيس صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي، إن الاقتصاد الصيني سينمو بمعدل 5.2 بالمئة وهو ما يقل بشدة عن معدلات النمو قبل جائحة فيروس كورونا المستجد

بينما لا تزال الهند صاحبة الاقتصاد الرئيسي الأسرع نموا في العالم، إلا أن توقعات صندوق النقد الدولي أقل من تقديرات بنك الاحتياطي الهندي بواقع 6.5 بالمئة، للعام. وتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الهندي بمعدل 5.9 بالمئة للعام الحالي، حيث تتحرك الهند اليوم بسرعة في تحولها لأن تصبح ثالث أكبر اقتصاد بسبب تعزيز التصنيع.

ووفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي، سينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.8 بالمئة عام 2023، أي أقل بمقدار 0.1 نقطة مئوية عن توقعاته التي صدرت في شهر يناير.

وأوضح صندوق النقد الدولي "أن عودة الاقتصاد العالمي إلى وتيرة النمو الاقتصادي التي سادت قبل موجة الصدمات في عام 2022 واضطراب القطاع المالي في الآونة الأخيرة أمر بعيد المنال بشكل متزايد".