تتجه الأنظار الدولية والإقليمية إلى المحادثات الدائرة في الوقت الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من أجل التوصل إلى هدنة دائمة، وإنهاء الاقتتال الذي تفجر بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في السودان، مخلفاً مئات القتلى.

ومن المتوقع أن تستمر تلك المحادثات المنعقدة بمبادرة سعودية أميركية في جدة، خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة لها.

فيما يأمل الوسطاء الدوليون والإقليميون أن تمهد تلك المشاورات في خطوة لاحقة إلى إطلاق عملية سياسية بين الأطراف السودانية.

وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عن أمله بأن يقود الحوار بين الجيش السوداني والدعم السريع إلى "إنهاء الصراع وانطلاق العملية السياسية" وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان.

وقال عبر حسابه على تويتر، أمس الأحد، إن السودان يمر بأزمة غير مسبوقة، وإن خيار المملكة هو الوقوف إلى جانبه.

فيما رحبت الآلية الثلاثية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي و"الهيئة الحكومية للتنمية" (ايغاد) في بيان بهذا التطور السياسي. وعبرت عن أملها في أن "تسفر المحادثات التقنية بين ممثلي الطرفين في جدة عن تفاهمات تؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار"، مؤكدة أن ذلك "يتيح تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين الذين يجب أن تظل حمايتهم مسألة ذات أهمية قصوى".

بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية خلال اجتماع طارئ الأحد لوزراء الخارجية العرب في القاهرة أن المفاوضات بين طرفي النزاع "تستحق الدعم، مكرراً مناشدته التمسك بهذه الفرصة".

كما حذّر من أن يتحول القتال الحالي إلى "جولة أولى في حرب تقسم السودان إلى أقاليم متناحرة، وتجعل منه ساحة لمعارك تهدد وجوده".

يشار إلى أن تلك المحادثات أتت بعد سلسلة من مبادرات إقليمية عربية، وأخرى إفريقية قامت بها خصوصا دول شرق القارة عبر منظمة "إيغاد"، لكنها لم تثمر.

فيما أسفرت المعارك المستمرة منذ 22 يوما عن سقوط 700 قتيل وخمسة آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، فضلا عن نزوح 335 ألف شخص، ولجوء 115 ألفا إلى الدول المجاورة، وسط تحذيرات للأمم المتحدة من إمكانية أن يعاني 19 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة.