بينما لا تزال مدينة باخموت الأوكرانية التي تحولت إلى ما يشبه "مفرمة اللحم"، مربط الفرس بين طرفي الصراع وسط ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية لدى الجانبين، تبقى "قوات فاغنر" الحلقة الأقوى.
فقد واصلت عناصر المنظمة شبه العسكرية الروسية السيطرة على غالبية الأراضي في المدينة القابعة شرق أوكرانيا، ومعها مخزونات كبيرة من الذخيرة على الرغم من بعض الخسائر، وفقا لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى.
تسيطر على 85%
وأضاف المسؤولون الأميركيون، أن فاغنر لا تزال تحتفظ بمخزونات كبيرة من الذخيرة، وتسيطر على 85% على الأقل من باخموت، وفقا لصحيفة "بوليتيكو".
أتت هذه التطورات بعد أسبوع تماما من تصريح زعيم فاغنر يفغيني بريغوزين، حينما أطل مهدداً بسحب جنوده بالكامل من المدينة بسبب نقص الأسلحة والذخيرة اللازمة، وفق قوله.
وأعلن بريغوجين وقتها، أنه يجب أن تتولى القوات الشيشانية زمام الأمور، إلا أنه عاد وتراجع قائلاً في أحد مقاطع الفيديو إن وزارة الدفاع الروسية قدمت تأكيدات بأنها سترسل موارد إضافية إلى خط المواجهة.
وقال: "سنواصل الضغط لبضعة أيام أخرى".
تكهنات واسعة
يشار إلى أن تلك التصريحات كانت أثارت تكهنات واسعة النطاق بأن مقاتلي فاغنر قد يغادرون باخموت قريبا، مما قد يخلق فرصة للقوات الأوكرانية للتقدم.
إلا أن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم لم يروا أي دليل يشير إلى أن فاغنر تستعد لمثل هذا التراجع الكامل.
وكانت كييف كثفت في الفترة الماضية مطالباتها لحلفائها الغربيين بتكثيف إرسال المساعدات العسكرية وتسريعها، بغية إطلاق هجومها المضاد ضد القوات الروسية، من أجل استعادة المناطق المحتلة شرقا، وذلك على الرغم من أنها تلقت خلال السنة والنصف الماضية العديد من شحنات الأسلحة المتطورة من الغرب، من بينها دبابات ومدرعات، بالإضافة لتدريب عسكري غربي لقواتها.
ومنذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، تعهدت كييف باستعادة كافة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، ما فاقم خسائر الطرفين على ما يبدو، وسط ترجيحات غربية بأن تكون الخسائر البشرية في صفوف الجيش الروسي بلغت نحو 200 ألف.