تم اعتقال كبير الباحثين في معهد الميكانيكا النظرية والتطبيقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فرع سيبيريا العالم فاليري زفيغينتسيف للاشتباه بضلوعه في الخيانة العظمى.

جاء ذلك فيما أفادت به رسالة موقعة من المجلس الأكاديمي لمعهد الميكانيكا النظرية والتطبيقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فرع سيبيريا بتاريخ 12 مايو الجاري، أقر فيها الموقعون بأنه على مدار العام الماضي "تم القبض على 3 علماء بارزين في مجال الديناميكا الهوائية هم أناتولي ماسلوف وألكسندر سيبليوك وفاليري زفيغينتسيف للاشتباه بارتكابهم جريمة الخيانة العظمى".

وقد اعتقل زفيغينتسيف منذ حوالي 3 أسابيع، وهو قيد الإقامة الجبرية، حيث يعود سبب شبهة الخيانة العظمى لنشره مقالا في مجلة إيرانية عن دينامكيات الغاز، فيما يقول العالم إنه وقبل النشر، فقد اجتاز مقاله اختبارين حول السرية المحتملة.

وفي رسالة مفتوحة، ناشد موظفو معهد الميكانيكا النظرية والتطبيقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فرع سيبيريا السلطات الروسية وجمعيات المنظمات العلمية والصناعية والمجتمع العلمي والمهني بحماية مجال علوم الديناميكا الهوئية الروسية، و"إنقاذ ما تم إنشاؤه لعقود من العمل المتفاني للعلماء والمهندسين والعمال السوفيت والروس من الانهيار الوشيك".

وتابعت الرسالة بأن الموقعين يشهدون بالسمعة المهنية والكفاءة الرفيعة للعلماء الثلاثة والذين "كرسوا حياتهم لخدمة العلوم الروسية، وظلوا مخلصين لمصالح البلاد، وساعدوا في الحفاظ على العلوم في نوفوسيبيرسك، وإجراء البحوث على أعلى مستوى عالمي والعمل بنشاط مع الشباب، فيما قام كل منهم بتربية عدد كبير من الطلاب، وأنشأوا مدرستهم العملية الخاصة"، مؤكدين على أن المتهمين أشخاص "وطنية لائقة وغير قادرة على فعل ما تشتبه به سلطات التحقيق".

وأكد الموقعون على أن العلماء في معهد الميكانيكا النظرية والتطبيقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فرع سيبيريا يتمتعون بخبرة واسعة في الأمور المتعلقة بحماية أسرار الدولة وضوابط تصدير التكنولوجيا، إلا أن سلطات التحقيق تختلف معهم في الرأي استنادا إلى رأي بعض الخبراء، وتساءلوا عن طبيعة هؤلاء الخبراء ومستواهم المهني وما إذا كانوا مؤهلين لاتخاذ قرارات تتطلب، من ناحية أعلى المؤهلات، ومن ناحية أخرى، نهجا أكثر مسؤولية، لأن "ثمن حتى أصغر خطأ في هذه الأمور هو حياة وحرية وكرامة شخص ما".

وتابع الموقعون بأنه "ليس لديهم إجابات على هذه الأسئلة الرئيسية، لأن أسماء هؤلاء الخبراء، بناء على طلب التحقيق، معروفة فقط لسلطات التحقيق".

وختم المناشدون رسالتهم بأنهم يتخوفون ليس فقط على مصير الزملاء الموقوفين، وإنما على مستقبل البحث العلمي، لأن "أي مقال أو تقرير يمكن أن يؤدي إلى اتهامات بالخيانة العظمى. وما نكافأ عليه اليوم ونضرب به مثالا للآخرين، قد يصبح غدا سببا للملاحقة الجنائية. وفي هذه الحالة، من المستحيل ببساطة أن يعمل معهدنا، المنظمة الأكاديمية الوحيدة في الدولة التي لديها قاعدة واسعة من البحوث في مجال الديناميكا الهوائية التجريبية والرقمية"، وأشار الموقعون على أن "قلة المنشورات والعروض التقديمية في المؤتمرات ليس مجرد فشل في إنجاز مهمة الدولة، بل هو سبب للتدهور السريع في مستوى الأبحاث العلمية، وهو الشرط الضروري للمحافظة عليه وتطويره من خلال التواصل العلمي النشط".