في الوقت الذي أعلن فيه قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية سيطرة قواته على مدينة باخموت بعد "224 يوما من القتال"، نفت أوكرانيا هذا الادعاء، وأصرت على أن باخموت لم تسقط فحسب، بل إن قوات كييف تحاصرها.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار، الإثنين، إن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على بعض المباني في جنوب غرب باخموت، وإن الجانبين ما زالا يقاتلان من أجل السيطرة على "المرتفعات المهيمنة على الأجنحة" شمال وجنوب ضواحي المدينة.
شبكة "سي إن إن" الأمريكية ذكرت أن القادة الأوكرانيين المسؤولين عن القوات على الأرض لم يعرفوا على مدار شهور سبب استعداد روسيا لاستنزاف الكثير من العتاد والأرواح على محاولة السيطرة على بلدة لا تحمل قيمة تكتيكية، أو استراتيجية.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال أحد أفراد الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا، والذي يقاتل في جنوب المدينة: "إنه لأمر لا يصدق.. هؤلاء الرجال من فاغنر يأتون في أمواج".
وبحسب "سي إن إن"، من الواضح أن كثيرين منهم تم إلقاؤهم فيما يسميه الجانبان "مفرمة اللحم".
وقال قائد كتيبة أوكرانية نهاية العام الماضي: "يأتون إلينا طوال الوقت.. لا نعلم لماذا يقدرون باخموت لهذه الدرجة لكننا نعلم مكانهم ونعلم أين نقتلهم."
وفي الوقت نفسه، بدأ قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، في إلقاء اللوم علانية على القيادة العسكرية الروسية، ووزرائها، وجنرالاتها، ورجال أعمالها.. على الجميع باستثناء الرئيس فلاديمير بوتين.
واتهمهم بريغوجين في مقاطع فيديو غريبة بحرمان رجاله من الذخيرة، كما قال إن القوات الروسية النظامية "جبناء غير أكفاء."
وبحسب وثائق استخباراتية أمريكية، فإن بريغوجين عرض أن يقدم لأوكرانيا أسرارا عسكرية، لكنه نفى التقرير الذي أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مشيرا إلى أنه ربما يكون قد زرعه أعداؤه.
وأوضحت "سي إن إن" أن هوس روسيا بباخموت، يقترن بتكتيكات قائد فاغنر الذي قال علانية إن رجاله سيقتلون إذا رفضوا القتال، ما يعنى أن المدينة اكتسبت مكانة رمزية في الحرب الأوسع نطاقا بينما تقاتل أوكرانيا لتخليص نفسها من الوجود الروسي، مشيرة إلى أن تحقيق فاغنر للنصر هناك سيمثل هدية للكرملين – بالوقت الراهن.
لكن تقول قوات فاغنر إنهم يريدون الخروج من باخموت بحلول يوم الخميس المقبل، وتحاصرهم القوات الأوكرانية من الشمال والجنوب.