الحرةذكرت صحيفة "التايمز" اللندنية أن حكومة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تسعى إلى إخلاء باريس من حوالي 3600 شخص بلا مأوى، غالبيتهم من المهاجرين، وذلك في إطار استعدادت "عاصمة النور" لاستقبال دورة الألعاب الأولمبية في صيف العام القادم.

وأوضح التقرير أن الحكومة الفرنسية تزعم، ومن خلال خطتها التي أثارت الكثير من الغضب والانتقادات، أنها تسعى إلى منح أولئك الأشخاص حياة أفضل عبر نقلهم إلى أقاليم أخرى في البلاد.

وفي هذا الصدد ترى الصحيفة البريطانية أن المهاجرين يعانون الكثير من الصعوبات في باريس، إذ أن ملاجئ الطوارئ مكتظة وتعج بهم، في حين يقضي طالبو اللجوء ليال قاسية في خيام ضمن معسكرات أقيمت على الطريق الدائري.

وبالقرب من ملاعب، رولان غاروس، الشهيرة، حيث تجري بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، أضحت مدرسة ملاا لنحو 500 مهاجر، معظمهم قدم من قارة أفريقيا.

ونقلت الصحيفة عن المنتقدين، اقتناعهم بأن هدف الرئيس الفرنسي الوحيد من وراء الإجراءات الجديدة هو إخفاء أزمة الهجرة عن الزوار الأجانب الذين سيحضرون مناسبتي بطولة العالم لـ"لرغبي" المتوقع انطلاقها في سبتمبر وألعاب الأولمبياد التي سوف تجري فعاليتها في أواخر يوليو من السنة القادمة.

وقالت فرانسواز بريغنت، البالغة من العمر 48 عاما، وتعمل موظفة في شركة تأمين تعيش في بروز، أنها لا تمانع حضور المهاجرين إلى بلدتها الجميلة التي يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة وتقغ ضواحي رين في بريتاني.

وأضافت: "هم بحاجة إلى العناية والاهتمام، ولكن من العار أن يتم نقلهم لمجرد أن تبدو باريس جميلة خلال ألعاب الأولمبياد".

وتعبتر بروز هي واحدة من 10 مدن وبلدات فرنسية تم اختيارها كمواقع لمراكز فرز المهاجرين والمشردين بموجب خطة الحكومة الفرنسية.

وبحسب الخطة، فمن المقرر نقل 50 شخصا في كل مرة من باريس إلى بيوت متنقلة جرى وضعها في مناطق نائية على حافة المدينة بين خط سكة حديد نانت-رين وثكنات فوج الإمداد الثاني للجيش الفرنسي.

وسيقضي المهاجرون هناك ثلاثة أسابيع هناك قبل إرسالهم إلى سكن دائم، بينما سيجري احتجاز الذين لا يقيمون بصفة قانونية تمهيدا لترحليهم إلى خارج البلاد.

وكان قد جرى بالفعل نقل حوالي 50 طالب لجوء من توغو والسنغال وألبانيا وجورجيا ودول أخرى إلى بروز، حيث أقام بعضهم عند السكان المحليين الذين تطوعوا لاستضافتهم، والبعض الآخر سكن في شقق وفرها المجلس بانتظار تجديدها.

وقال جان فرانسوا دوراند، 64 عاما، وهو معلم متقاعد وعضو في جمعية تساعد طالبي اللجوء، إن المجتمع المحلي متقبل للآخرين بشكل كبير، مردفا: "لكن الأمر يستغرق وقتا ولدينا هنا توازن لا ينبغي الإخلال به".

وشدد دوراند على أن خطة الحكومة ستخل بالتوازن الذي كان من المفترض الحفاظ عليه.

وبحسب المنتقدين للخطة الحكومية، فإن إغلاق مركز الفرز في بروز بعد ستة أشهر من نهاية فعاليات الألعاب الأولمبية، يثير الكثير الريبة بشأن النوايا الحقيقة الكامنة وراء ذلك المخطط.

وفي هذا الصدد، أعرب رئيس بلدية بروز عن مخاوفه، لافتا إلى أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف قد وزع بالفعل كتيبات في كل صندوق بريد بالبلدة تزعم فيها أن الحكومة الفرنسية تريد نقل "فوضى الهجرة" من باريس إلى إقليم بريتاني مع وصول "المهاجرين الذين لا يشاركون لغتنا أو ثقافتنا، وهم يأتون إلى هنا لمجرد الاستفادة من الرعاية الاجتماعية".