العربية.نت
تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الأربعاء، بمزيد من التصعيد. وفي آخر التطورات الميدانية، قال حاكم منطقة خيرسون الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت المنطقة عدة مرات خلال اليوم المنصرم مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة آخر. وقال الحاكم أولكسندر بروكودين عبر تطبيق "تليغرام" إن القصف شمل مدينة خيرسون، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
بالمقابل، قال حاكم محلي لمنطقة في روسيا إن الكهرباء انقطعت عن مدينتين في منطقة كورسك غرب البلاد وأصيب رجل اليوم إثر إسقاط أوكرانيا لمتفجرات على محطة كهرباء فرعية قرب الحدود خلال الليل. وأضاف: "أصيب أحد العمال بشظية لدى محاولته إعادة التيار الكهربائي. وهو حاليا في مستشفى المنطقة المركزية ويوفر له الأطباء كل العلاج اللازم".
يأتي ذلك فيما قالت إدارة مدينة نوفا كاخوفكا، التي عينتها روسيا عبر تطبيق "تليغرام" إن منسوب المياه في المدينة بدأ يتراجع صباح اليوم الأربعاء في أعقاب دمار السد. وقالت إدارة المدينة الواقعة تحت سيطرة روسيا حاليا: "منسوب المياه في الشوارع التي غمرتها المياه من قبل في نوفا كاخوفكا بدأ في الانحسار".
وتزامنا، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو القول إن 7 أشخاص على الأقل فُقدوا بعدما غمرت مياه من سد نوفا كاخوفكا الذي تعرض للتدمير مناطق مجاورة. وذكرت أن المياه غمرت نحو 2700 منزل بعد تدمير محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية وإجلاء ما يقرب من 1300 شخص.
وقالت الإدارة العسكرية لخيرسون إن المياه غمرت أكثر من 1800 منزل على الضفة اليمنى من نهر دنيبرو، وإن شدة الفيضانات في كاخوفكا آخذة في التناقص لكنها خارج السيطرة.
هذا، وتتواصل عمليات الإجلاء المكثفة للسكان في جنوب أوكرانيا الأربعاء بعد تدمير سد كاخوفكا جزئيا الذي تسبب بفيضانات غمرت عددا من البلدات الصغيرة على طول نهر دنيبر، بينما استمر تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بتفجيره.
وقال أوليكسي كوليبا، نائب رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية، إن "الوضع الصعب يحدث في منطقة كورابيلني بمدينة خيرسون". وأوضح أن "مستوى المياه ارتفع حتى الآن بمقدار 3,5 أمتار، والمياه غمرت أكثر من ألف منزل" في هذه المدينة التي استعادها الأوكرانيون من الروس في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وأضاف أن عمليات إجلاء سكان المنطقة ستستمر الأربعاء وفي الأيام المقبلة بالحافلات والقطارات.
وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد ظهر الثلاثاء، وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث تدمير السد بأنه كارثة "لا يمكن تقييم حجمها الكامل إلا في الأيام المقبلة" لكن عواقبها ستكون "خطيرة وبعيدة المدى" على جانبي خط الجبهة.
وقال غريفيث إن "الأضرار الناجمة عن تدمير السد تعني أن الحياة ستصبح أقسى بشكل لا يحتمل للذين يعانون أساسا من النزاع"، مؤكدا أن "عواقب العجز عن تقديم المساعدة لملايين المتضررين من الفيضانات في هذه المناطق قد تكون كارثية".
وقبل الاجتماع الطارئ الذي عقد بطلب من أوكرانيا، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش أن تدمير السد جزئيا هو "نتيجة مدمرة جديدة للغزو الروسي لأوكرانيا".
وقال للصحافيين إن "الأمم المتحدة لم تحصل على معلومات مستقلة حول الظروف التي أدت إلى تدمير محطة توليد الطاقة الكهرومائية لسد كاخوفكا، لكن هناك أمرا واحدا واضحا: هذه نتيجة مدمرة أخرى للغزو الروسي لأوكرانيا".
وأضاف أن "مأساة اليوم هي مثال جديد على الثمن الباهظ للحرب على السكان".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم روسيا بـ "تفجير قنبلة" في السد. وكان قد صرح في أكتوبر أن روسيا قامت بزرع ألغام فيه. وأضاف أنه "من المستحيل عمليا نسفه بأي طريقة من الخارج، بعمليات قصف"، وهي الرواية التي صدرت عن موسكو. فيما دان الكرملين ما اعتبره عملا "تخريبيا متعمدا" ورفض "بشدة" الاتهامات الأوكرانية، داعيا المجتمع الدولي إلى "إدانة" كييف لتدميره.
"العالم يجب أن يرد"
وقال زيلينسكي إن "العالم يجب أن يرد. روسيا تخوض حربا ضد الحياة والطبيعة والحضارة"، مشددا في الوقت نفسه على أن ذلك "لن يؤثر على قدرة أوكرانيا على تحرير أراضيها".
وترى كييف أن روسيا أرادت بذلك "كبح" هجوم الجيش الأوكراني. وهذا لأنه إذا غمرت المياه الخطوط الدفاعية الروسية على طول نهر دنيبر، فقد يعرقل ذلك عملية عسكرية أوكرانية محتملة في هذه المنطقة.
وكانت أوكرانيا أعلنت قبل يوم أنها حققت تقدما في باخموت في الشرق لكنها قللت من أهمية "العمليات الهجومية" في أماكن أخرى على الجبهة.
وأكدت روسيا من جهتها أنها صدت هذه الهجمات الكبيرة.
ويؤكد الأوكرانيون أنهم يستعدون منذ أشهر لهجوم مضاد واسع يهدف إلى إجبار القوات الروسية على الانسحاب من الأراضي التي استولوا عليها.
وأثار تدمير السد مخاوف جديدة بشأن محطة الطاقة النووية في زابوريجيا الواقعة على بعد 150 كيلومترًا ويتم تبريها بالمياه التي يحبسها السد.
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أنه لا يوجد "خطر نووي مباشر".
ويقع السد والمحطة النووية في منطقة احتلها الروس بعد الغزو الذي بدأ في 24 فبراير 2022.