نفى البيت الأبيض الخميس صحة تقارير تفيد بأن الصين تعتزم إقامة قاعدة تجسس في كوبا قبالة السواحل الأميركية.
ونفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي صحة التقارير، قائلاً في تصريح لشبكة "إم إس إن بي سي"، "اطّلعت على ذاك التقرير الصحافي.. إنه ليس دقيقا".
كمل تابع: "ما يمكنني أن أقوله هو أننا قلقون إزاء أنشطة التأثير الصينية حول العالم"، مضيفاً "نحن نراقب ذلك من كثب".
من جانبه، قال متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن "لسنا على علم بالقضية ونتيجة لذلك لا يمكننا إصدار تعليق الآن".
اتفاق سري
وفي وقت سابق رفضت وزارة الدفاع التعليق على تقرير "وول ستريت جورنال"، التي ذكرت أن بكين وهافانا أبرمتا اتفاقا سريا لإقامة منشأة تنصّت إلكتروني صينية في الجزيرة الواقعة في الكاريبي يمكنها مراقبة الاتصالات على امتداد جنوب شرق الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن الصين ستدفع لكوبا "عدة مليارات من الدولارات" مقابل إقامة المنشأة.
توتر بين واشنطن وبكين
يأتي ذلك في خضم توتر في العلاقات بين واشنطن وبكين على خلفية دعم واشنطن الحكم الذاتي لتايوان التي تقول الصين إنها عازمة على استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.
ويدفع الرئيس الصيني شي جينبينغ باتجاه الإسراع في توسيع الوجود الأمني لبلده في أنحاء العالم، بهدف مواكبة الانتشار الواسع للجيش الأميركي في كل القارات.
أكبر تهديد مباشر
ومن شأن إنشاء قاعدة في كوبا التي تقع على بعد 150 كيلومترا فقط قبالة الساحل الجنوبي لفلوريدا، أن تشكل أكبر تهديد مباشر حتى الآن للبر الرئيسي للولايات المتحدة.
وكان لدى الاتحاد السوفياتي مرافق تجسس إلكتروني في كوبا لمراقبة الولايات المتحدة. لكن في عام 1962، عندما أقامت موسكو قاعدة صواريخ نووية على كوبا، ضربت الولايات المتحدة حصارا على الجزيرة، الأمر الذي هدد بتصادم القوتين العظميين حينها، قبل التوصل إلى اتفاق لحلّ الأزمة.
وسحب الاتحاد السوفياتي الصواريخ النووية من كوبا فيما سحبت واشنطن صواريخها ذات القدرة النووية من تركيا بعدما اعتبرها السوفيات تهديدا لهم.
يأتي التحرك الصيني في كوبا بعد رصد منطاد صيني على ارتفاعات عالية فوق الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، وقد جال من غرب إلى شرق البلد فوق منشآت عسكرية حساسة قبل أن تسقطه مقاتلة أميركية قبالة الساحل الشرقي.