العربية
سمحت محكمة ميامي الفيدرالية، الثلاثاء، للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بالمغادرة دون كفالة مالية أو تقييد سفره أو أي شروط أخرى، وفق ما أوردت "سي إن إن".
ونفى ترمب عشرات التهم الجنائية الموجهة إليه والمتعلقة بتعمّد إساءة التعامل مع أسرار الحكومة الأميركية والتخطيط لعدم إعادة وثائق سرية، في أول مثول تاريخي لرئيس أميركي الثلاثاء أمام محكمة فدرالية.
"غير مذنب"
جاء الدفع بالبراءة أمام القاضي جوناثان جودمان في محكمة اتحادية في ميامي ليثير معركة قانونية من المرجح أن تستمر خلال
الأشهر المقبلة مع استعداد ترمب لإطلاق حملته الانتخابية للفوز بالرئاسة في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني 2024. ويقول خبراء إن الأمر قد يستغرق عاما أو أكثر قبل إجراء المحاكمة.
وقال تود بلانش محامي ترمب خلال جلسة استماع في إحدى محاكم ميامي "نحن بالتأكيد ندفع بالبراءة" من هذه التهم. وهذه هي المرة الثانية التي يمثل فيها ترمب لتلاوة تهم موجهة إليه بعد اتهامه قبل عشرة أسابيع بسلسلة من المخالفات الجنائية في مانهاتن على خلفية دفع المال لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية.
"ممنوع التصوير"
فيما لم يُسمح بالتصوير أو البث المباشر في الجلسة. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن والت ناوتا المساعد السابق لترمب المتهم
أيضا في القضية دفع ببراءته أيضا.
وكان الرئيس الأميركي السابق قد وصل الثلاثاء إلى محكمة في ميامي لمواجهة عشرات التهم الفدرالية المتعلقة بإساءة التعامل مع أسرار حكومية، في أخطر تحقيق جنائي يهدد بعرقلة وصوله مجددا إلى البيت الأبيض.
وعُزِّزت الإجراءات الأمنية حول قاعة المحكمة الفدرالية في وسط مدينة ميامي.
وكتب ترمب على منصته "تروث سوشال" بينما كان يتوجه إلى المحكمة "انه يوم من أكثر الأيام حزنا في تاريخ بلدنا. نحن أمة في انحدار"، مكرر اتهاماته بأن المحاكمة "ملاحقة" سياسية له.
"لنجعل أميركا عظيمة مجددا"
فيما تجمع العشرات من أنصار ترمب قرب قاعة المحكمة، حيث ارتدى بعضهم قبعات حملت شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" ورفع آخر لافتة كتب عليها "اتهموا جاك سميث"، المحقق الخاص المكلّف الإشراف على التحقيق.
وكانت الشرطة مستعدة لمواجهة أي احتجاجات أو اضطرابات محتملة، لكنّ الأجواء كانت احتفالية مع بث محطة إذاعية محلية موسيقى السالسا الكوبية.
وكان ترمب الذي اجتاز موكبه المسافة التي تستغرق 25 دقيقة من نادي الغولف الذي يملكه في دورال إلى مقر المحكمة، قد انتقد على "تروث سوشل" أيضا صباح الثلاثاء سميث واصفا إياه بأنه "أخرق".
37 تهمة
ويواجه ترمب 37 تهمة تتعلق بالاحتفاظ بوثائق سرية بشكل غير قانوني يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وجرائم أخرى.
والملياردير الذي سيكمل عامه السابع والسبعين الأربعاء متّهم بالاحتفاظ بأسرار حكومية أخذها معه بشكل غير قانوني إلى دارته في فلوريدا لدى انتهاء ولايته في 2021، وبرفض إعادتها والتآمر لعرقلة عمل المحقّقين الذين كانوا يسعون لاستعادتها.
كما يتهم أيضا بكشف أسرار أميركية حساسة لأشخاص لا يحملون تصاريح أمنية، في قضية أكثر خطورة من القضايا الأخرى التي واجهها، ويمكن أن تصل عقوبتها إلى عقود من السجن.
"لا انسحاب من السباق"
وتعهد المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في 2024، البقاء في السباق بغض النظر عن نتيجة القضية، مطلقا للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة حملة تتواجه فيها معركتان، قانونية وانتخابية.
وتتضمّن لائحة الاتهام المكونة من 49 صفحة، صوراً تظهر الصناديق التي كان من المفترض أن تكون في الأرشيف الوطني مكدسة في قاعات رقص وغرف نوم وحمّام في منتجع مارالاغو، مقر سكن ترمب في بالم بيتش. ورفض الرئيس لائحة الاتهام واعتبرها "سخيفة".