بعد مضي أكثر من شهر على استسلامه للقوات الأوكرانية، ها هو الجندي الروسي رسلان أنيتين يتحدث عما حصل معه يوم ألقي القبض عليه بواسطة طائرة مسيرة.. وليكون أول عسكري يتم أسره بهذه الطريقة.

يعود أنيتين بحديثه إلى التاسع من مايو/أيار الماضي عندما كان يقاتل في باخموت وعثرت عليه مسيّرة أوكرانية من دون طيار، وكان حينها الحي الوحيد في خندق بضواحي المدينة الواقعة في الشرق الأوكراني.

حاول الهرب منها إلا أنها لاحقته واستمرت بإلقاء القنابل بالقرب منه، فدب فيه الرعب ونظر إلى حيث كانت الطائرة تحلق فوقه، وتوسل لمن يتحكم بها عن بعد بأن يبقي عليه حيا مقابل أن يرفع الراية البيضاء ويستسلم.



وبحسب تقرير حديث نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن العقيد الأوكراني، بافلو فيدوسينكو، كان على الطرف المقابل، وبعد التشاور مع زملائه من الضباط أرسلوا أمرا عبر الراديو للذين يتحكمون بالطائرة بمحاولة "القبض عليه حيا".

وبينت المعلومات أن الجندي الروسي أنيتين (30 عاما) درس الطب البيطري لتنتهي به الحال في وسط الحرب، وأظهرت منشوراته عبر شبكات التواصل الاجتماعي أنه كان داعما للحرب على أوكرانيا بنشر صور العلم الروسي، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

في مقابلة مع "وول ستريت"، تحدث أنيتين عن الإصابات التي تعرض لها زملاؤه من الجنود بسبب الذخائر التي كانت تلقى عليهم من قبل الطائرات الأوكرانية المسيرة.

وأشار إلى أنه بعد استمرار هجمات الطائرات المسيرة لم تكن لديه الطاقة على الهروب إذ "خطرت له فكرة الاستسلام لطائرة الدرون" ليقوم بالإشارة للطائرة بالتوقف عن الهجوم وأنه يريد الاستسلام لهم.

راقب الطيارون لغة جسد أنيتين حيث كان يحرك رأسه للأعلى والأسفل للإشارة إلى "نعم"، ولليسار واليمين للإشارة إلى "لا"، وأومأ للطائرة بأن تضيء مرة للإشارة إلى "نعم" ومرتين للإشارة إلى "لا".

وأرسلت طائرة مسيرة تحمل رسالة إلى أنيتين على عبوة طعام كتب عليها "استسلم.. اتبع الطائرة المسيرة"، حيث قام بالسير وراءها، وتوقف فقط عندما كان يتم تبديل بطاريات الدرون وإعادتها، وتوقف مرة ليشرب الماء من زجاجة ملقاة على الأرض وتدخين سيجارة.

واستمر في السير حتى وصل إلى منطقة تواجد الجنود الأوكرانيين، وجثا على ركبته وخلع خوذته وسترته الواقية، كي لا يشعرهم بالتهديد، حيث قاموا بتقييده واصطحابه بعيدا.