قفزة كبيرة سجلتها أسعار الغاز في أوروبا تجاوزت 24 بالمئة، بعد أنباء عن اعتزام هولندا إغلاق أكبر مواقع استخراج الغاز في وقت لاحق من العام الجاري.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لثالث يوم على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ بداية أبريل الماضي وسط مخاوف تتعلق بتأثر الإنتاج في القارة العجوز.
وتأتي عملية إغلاق حقل الغاز الأكبر في هولندا، غرونينغن، نتيجة لمخاوف تتعلق بمخاطر حدوث زلازل نتيجة العمليات بالحقل.
ومن المقرر، بحسب مصادر لوكالة بلومبرغ، أن يتم الإعلان عن الإغلاق المرتقب بشكل رسمي في الأول من شهر أكتوبر المقبل.
المخاطر من حدوث زلازل بالقرب من الحقل ليست بالجديدة، ففي عام 1963 دخل حقل غرونيغن الإنتاج وأصبح فيما بعد مركزا رئيسيا لإنتاج الغاز في أوروبا، قبل أن تشهد المنطقة هزة أرضية عام 1986 بسبب عمليات الاستخراج، تلاها بعد ذلك مئات الهزات الأرضية.
وفي عام 2012، ضرب زلزال بقوة 3.6 درجة المنطقة التي يقع فيها الحقل، مسببا أضرار في نحو 127 ألف منزل، الأمر الذي دفع بالحكومة الهولندية إلى اتخاذ قرار نهائي بإغلاق الحقل بشكل تدريجي.
ومنذ ذلك الوقت تراجع إنتاج الغاز في حقل غرونيغن من نحو 54 مليار متر مكعب عام 2013 إلى نحو 6.5 مليار متر مكعب في العام الماضي.
ويمتلك الحقل نحو 450 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج والتي تقدر قيمتها بما يصل إلى تريليون دولار.
ومع ذلك ورغم الدعوات الأوروبية لا تزال الحكومة الهولندية إلى حد هذه اللحظة متمسكة بقرار إغلاق الحقل، إلا في حال حدوث ظروف سيئة للغاية تستدعي التراجع عن هذا القرار، مثل أزمة أوكرانيا في فبراير 2022 وما تبعها من تأثر في وصول إمدادات الغاز من روسيا.