تتواصل الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم بين طرفي النزاع المتواصل منذ نحو ثلاثة أشهر، بين الجيش والدعم السريع.
وفي آخر التطورات، تأزم المشهد مع تصاعد حدة الاشتباكات والقصف وأعلنت قوات الدعم السريع في السودان اليوم السبت إسقاط طائرة حربية من طراز "ميغ" تابعة لقوات الجيش جنوب الخرطوم.
ولم يذكر بيان للدعم السريع تفاصيل بشأن مصير طاقم الطائرة، لكنه اتهم طيران الجيش باستهداف أحياء سكنية جنوب العاصمة ما أسفر عن سقوط وإصابة العشرات.
وفي السياق، وفيما يتواصل القصف نفت مصادر الحكومة السودانية أي معلومات عن هدنة جديدة مع الدعم السريع.
وميدانيا، يشهد جنوب الخرطوم قصفا يستهدف المدينة الرياضية وأرض المعسكرات، كما تعرض وسط أم درمان في السودان لقصف جوي من قبل الطيران الحربي التابع للجيش، بينما تصدت له مضادات أرضية لقوات الدعم السريع، وفقا لوكالة فرانس برس.
الوكالة تحدثت عن مقتل ثلاثة أشخاص وأضرار في المنازل.
كما تحدث الشهود عن تصاعد أعمدة الدخان في جنوب الخرطوم إثر اشتعال مستودعات وقود جراء الاشتباكات.
كما أفادت رويترز نقلا عن السلطات الصحية السودانية بمقتل 17 شخص في ضربة جوية جنوب الخرطوم.
وفي وقت سابق اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بقصف أحياء مأهولة بالسكان قُتل على أثرها أكثر من 20 مدنيا. كما قالت، الجمعة، إن طائرات تابعة للجيش السوداني قصفت أحد مقراتها ما أسفر عن مقتل وإصابة 26 "أسيرا".
وبحسب الدعم السريع، قصف طيران الجيش السوداني أحياء سكنية في الخرطوم وأم درمان مما تسبب في مقتل 20 مدنيا، "وأحدث دمارا كبيرا في منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة"، بحسب البيان.
وفي وقت سابق من الجمعة، قال شهود عيان في الخرطوم إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني شن غارات جوية استهدفت نقاط تمركز قوات الدعم السريع بجنوب الخرطوم وأجزاء متفرقة من مدينة أم درمان، وإن قوات الدعم ردت بإطلاق المضادات الأرضية.
وقرب مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان، دارت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، وأفاد شهود عن شنّ قوات الدعم هجوما على مركز للشرطة في ولاية جنوب كردفان، ترافق مع قصف مدفعي.
وتسبّب النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان بنزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، رُبعهم تقريبا في إقليم دارفور حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات إنسانية جسيمة تترافق مع انقطاع في الاتصالات.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل نيسان بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.