ما زال الغموض يلف مسألة وجود مجموعة فاغنر في بيلاروسيا، خصوصا بعد تصريح رئيسها ألكسندر لوكاشينكو بعدما قال إنه قائد فاغنر، ومقاتلوه ليسوا في بلاده.
ومن داخل معسكر بُني أخيرا في وسط بيلاروسيا لمقاتلي فاغنر بعد تمردهم القصير ضد قادة الجيش الروسي الشهر الماضي، قال ليونيد كاسينسكي مساعد وزير الدفاع البيلاروسي "إذا كنتم تبحثون عنهم فلن تجدوهم هنا"، فيما كان يسير داخل الموقع مع صحافيين أجانب تلقوا دعوة نادرة إلى هذا البلد الخاضع لسيطرة مشددة للقاء لوكاشينكو.
كما أوضح كاسينسكي أن "القرار النهائي بشأن مكان تمركزهم يعود إلى فاغنر وقادته".
القاعدة جاهزة
وبين المسؤول البيلاروسي أن الخيام نصبت استعدادا لتدريبات مخطط لها في الخريف، مضيفاً "نظرا إلى أن القاعدة جاهزة... قد تقدّم لفاغنر".
وتابع المسؤول في وزارة الدفاع البيلاروسية "لا أرى أي سبب لتكون لدينا مشكلات مع مجموعة فاغنر".
كما أوضح للصحافيين "لن نتنافس مع أحد. سنحصل على خبرتهم القتالية الفريدة".
تأتي هذه التصريحات، بعدما ازدادت التكهنات حول إمكان استخدام مقاتلي فاغنر المعسكر بعد انتشار صور بالأقمار الصناعية في تقارير إعلامية أظهرت أعمال البناء هناك في فترة قريبة من وقت التمرد.
ونفى لوكاشينكو المعلومات التي تفيد بأن بيلاروسيا تبني منشأة جديدة، لكنه قال إنه عرض مواقع عسكرية سابقة، بما فيها الموقع الموجود في تسيل، على فاغنر.
من المعسكر المخصص لفاغنر في بيلاروسيا - رويترز من المعسكر المخصص لفاغنر في بيلاروسيا - رويترز
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت صور الأقمار الصناعية الجديدة التي حللتها، مبينة أنه تم نصب مئات الخيام الكبيرة في قاعدة عسكرية غير مستخدمة في بيلاروسيا في الأيام الخمسة الماضية.
ويمكن أن تكون القاعدة حسب المصدر موطنًا لمقاتلي فاغنر الذين مُنحوا خيار الانتقال إلى بيلاروسيا بعد التمرد الفاشل، وتكشف الصور أن التعزيزات يمكن أن تلائم احتياجات آلاف المقاتلين، لكن الصور تظهر أيضًا أن هناك نشاطًا ضئيلًا مما يشير إلى أن القوات لم تصل بعد.
يشار إلى أن قائد فاغنر كان أعلن في يونيو الماضي بشكل مفاجئ، دخول قواته الأراضي الروسية وتوجههم نحو العاصمة موسكو، إذ طالب رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين بإقالة شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف.
إلا أنه بعد ما يقارب الـ 24 ساعة، دخلت بيلاروسيا على خط الوساطة بين بريغوجين وموسكو، لتنتهي تلك المغامرة المفاجئة والقصيرة بـ"نفي" قائد فاغنر إلى الأراضي البيلاروسية.
فيما خيّر بوتين عناصر فاغنر إما بالخروج إلى بيلاروسيا، أو الانضمام للقوات الروسية، أو العودة إلى بيوتهم.