إرم نيوز
توصلت دراسة جديدة في الولايات المتحدة إلى وجود احتمالية كبيرة بأن تكون بعض الأطعمة التي تقدم على الموائد الأمريكية، قد تم انتقاؤها، وتحضيرها ومعالجتها من قبل عمال عملوا بـ"السخرة".
ونشرت نتائج الدراسة حول العمل القسري "السخرة" في نظام الغذاء بالولايات المتحدة، بمجلة "ناشر فوود" الأمريكية، وقد تم إجراؤها، من قبل عدة جامعات، وأظهرت نتائج مقلقة.
ووجد الباحثون أن "ما نسبته 62 % من السلع، من المرجح أنها صنعت من قبل عمال مكرهين على العمل داخل الولايات المتحدة".
يبرز نشر النتائج بالتزامن مع موجة الحر التي تضرب المناطق الزراعية الرئيسة في الولايات المتحدة، المخاطر القاتلة والمميتة التي تواجه عمال المزارع في قطف الثمار والمحاصيل.
يعتقد الأمريكيون أن شراءهم للأطعمة التي يتم انتقاؤها وتحضيرها ومعالجتها بواسطة عمال السخرة، هي مشكلة متعلقة أكثر بالأغذية المستوردة
جيسكا ديكر
على سبيل المثال، لقي أحد العمال حتفه هذا الشهر في مزرعة للفواكه الاستوائية بولاية فلوريدا؛ إثر إصابته بمرض تسبب به الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
إلى ذلك، كشفت وزارة العمل الأمريكية أن أكثر من 100 طفل مهاجر- والعديد منهم لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة- كانوا يعملون في وظائف خطرة وبصورة غير قانونية، بمصنع لتعليب اللحوم في ويسكونسن.
"لا أحد يزعم أن هؤلاء العمال تحديدا كانوا يعملون هناك تحت الإكراه، ولكنهم يمثلون القطاعات الاقتصادية التي يحدث فيها العمل القسري أو عمل السخرة، الذي يجعل العمال في وضع خطير"، وفق تقرير المجلة.
وذكر التقرير أنه "غالبا ما يكون عمل السخرة أو العمل القسري في السلع التي يتم قطفها يدويا مثل الأفوكادو، والتفاح والحمضيات، أو السلع المعالجة والمصنعة لاسيما تعليب اللحوم".
هناك قرابة 28 مليون شخص يعملون بالسخرة في العالم، معظمهم في آسيا والمحيط الهادئ.
منظمة العمل الدولية
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة جيسكا ديكر، إن مخاطر عمل السخرة محليًا هي من الأمور التي لا يتم الانتباه إليها. إذ يعتقد الأمريكيون أن شراءهم للأطعمة التي يتم انتقاؤها وتحضيرها ومعالجتها بواسطة عمال السخرة، هي مشكلة متعلقة أكثر بالأغذية المستوردة.
ووفقًا لأرقام منظمة العمل الدولية، فإن هناك قرابة 28 مليون شخص يعملون بالسخرة في العالم، معظمهم في آسيا والمحيط الهادئ.
وقالت المنظمة إنها وجدت أيضًا أن قرابة 3.6 مليون من العاملين بالسخرة هم في الأمريكيتين ومعظمهم من المهاجرين، كما توصلت إلى أن العمل القسري يمس عمليا كافة أجزاء الاقتصاد الخاص.
وخلصت الدراسة عمومًا إلى أن الإجراءات والتدابير الحكومية تفعل القليل فقط لمساعدة أولئك الذين يعملون بالسخرة في الولايات المتحدة.
وأفاد الباحث المشارك في الدراسة نيكول بلاكستون، من جامعة "تافتس" الأمريكية: "نحن نتحدث عن قضية منهجية، الأمر الذي يحتم على صانعي السياسات الإبلاغ عن آلية تغيير اللوائح، والمراقبة، وتعزيز التدابير القانونية لمنع العمل القسري".