واشنطن بوست + إرم نيوز
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن بولندا كانت من بين أقوى الدول الداعمة لأوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية ضد كييف، حيث قدمت بولندا مساعدات عسكرية واقتصادية، واستقبلت ملايين اللاجئين الأوكرانيين، ودافعت عن موقف نظام زيلينسكي في المحافل الدولية، كما حولت أراضيها إلى محطة رئيسة لنقل شحنات الأسلحة الغربية إلى للخطوط الأمامية في أوكرانيا.
ووصفت الصحيفة الخلافات بين الدولتين حاليًا "بالخطيرة"، مشيرة إلى أن هذه الخلافات "تنشأ بين أقرب الأصدقاء".
ففي الأسبوع الماضي، وقعت صدامات كلامية علنية بين مسؤولين بولنديين وأوكرانيين، بعدما قال مارسين برزيداتش، مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي أندريه دودا، إن "أوكرانيا يجب أن تبدأ في تقدير الدور الذي لعبته بولندا لصالحها في الأشهر والسنوات الأخيرة".
وجاءت هذه التصريحات ردًا على نزاع يتزايد بين البلدين حول صادرات الحبوب الأوكرانية إلى بولندا، حيث وصف رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، تصرفات بولندا بأنها "غير ودية وشعبية".
وبموجب اتفاق جرى التوصل إليه بوساطة من الاتحاد الأوروبي، يُسمح لبولندا وأربع دول مجاورة أخرى بحظر واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها المحليين، مع السماح للحبوب بعبور أراضيها إلى دول أخرى.
ومن المقرر أن تنتهي الاتفاقية في 15 سبتمبر/أيلول، لكن برزيداتش ومسؤولين بولنديين آخرين دعوا إلى تمديد القيود، على حظر الحبوب الأوكرانية في السوق المحلية البولندية.
ونقلت واشنطن بوست، عن مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي، قوله في مقابلة مع الإذاعة البولندية في أواخر يوليو/تموز، إن "أوكرانيا حصلت بالفعل على الكثير من الدعم من بولندا، والشيء الأكثر أهمية اليوم هو الدفاع عن مصلحة المزارع البولندي".
وعلى إثر هذه التصريحات استدعت وزارة الخارجية الأوكرانية السفير البولندي بارتوش سيتشوكي، لإجراء مناقشات يوم الإثنين الماضي، وفي اليوم التالي استدعى المسؤولون البولنديون السفير الأوكراني فاسيل زفاريتش، لإجراء محادثة مماثلة.
واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تندرج ضمن سياق "القرارات العاطفية" من قبل المسؤولين الأوكرانيين والبولنديين، حيث قوبل استدعاء السفير البولندي في كييف إلى وزارة الخارجية الأوكرانية بالدهشة في وارسو، خاصة أن الأخير يعتبر من بين عدد قليل من السفراء الذين بقوا في كييف أثناء الحصار الروسي، وكان أحد أقوى الداعمين الدبلوماسيين لأوكرانيا.
وتعتبر مبيعات الحبوب قضية حساسة بالنسبة لكييف إن لم تكن وجودية، وذلك بعد أن كثفت روسيا قصفها لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود الشهر الماضي، مما أدى إلى قطع طرق التصدير الرئيسة إلى الأسواق العالمية.
وصرح نائب وزير الخارجية البولندي باول جابلونسكي للإذاعة الرسمية، بأن العلاقات مع أوكرانيا في الوقت الحالي "ليست الأفضل"، مضيفًا أن أوكرانيا "يجب ألّا تهاجم حلفاءها".
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا الخلاف بين الدولتين يؤكد أن أوكرانيا تحاول المواءمة بين احتياجاتها الملحة واحتياجات جيرانها وأنصارها الذين تعتمد عليهم كييف في صراعها الوجودي، بينما تحاول في الوقت ذاته تقليل أي خلافات في الرأي يمكن لموسكو استغلالها.
وأضافت أن هذا التوتر بين البلدين يشير أيضًا إلى "حالة الإرهاق والتوتر" التي تعيشها أوكرانيا جراء الحرب مع روسيا والتي تقترب من دخول شهرها الثامن عشر.
ونقلت "واشنطن بوست" عن تيموفي ميلوفانوف، عميد كلية الاقتصاد في كييف قوله "أنا قلق بشأن هذا" مضيفًا: "أعتقد أنه يمكن ارتكاب أخطاء، وإذا جرى ارتكاب أخطاء فسيكون هناك خلاف بين بولندا وأوكرانيا".
وأشارت الصحيفة إلى محاولات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار المسؤولين البولنديين الذين تمكنوا حتى الآن من خنق أي نقاط توتر بين بلديهما، بما في ذلك حادثة وقعت العام الماضي، عندما سقط صاروخ أوكراني مضاد للطائرات في بولندا، مما أسفر عن مقتل مواطنين بولنديين.
تاريخ مرير
ولفتت إلى احتمال حدوث بعض الشقوق في العلاقة بين كييف ووارسو بالنظر إلى أن بولندا كانت تسيطر في السابق على أجزاء كبيرة من أوكرانيا، وأن البلدين يشتركان "في تاريخ معقد ومرير في بعض الأحيان".
وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة عن فويتشيك كونونشوك، مدير مركز الدراسات الشرقية الممول من الحكومة البولندية قوله: "هناك قضيتان حساستان بين بولندا وأوكرانيا، أولهما قضية التاريخ وهي مشكلة قديمة منذ سنوات بين البلدين، والإشكالية الأخرى هي مسألة الحبوب الأوكرانية".
هذا ويشكل المزارعون قاعدة انتخابية رئيسة بالنسبة لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا، حيث تعتبر قضية الحبوب مثيرة للجدل بشكل خاص بالنسبة للحكومة البولندية، التي تواجه انتخابات هذا الخريف.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن بولندا كانت من بين أقوى الدول الداعمة لأوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية ضد كييف، حيث قدمت بولندا مساعدات عسكرية واقتصادية، واستقبلت ملايين اللاجئين الأوكرانيين، ودافعت عن موقف نظام زيلينسكي في المحافل الدولية، كما حولت أراضيها إلى محطة رئيسة لنقل شحنات الأسلحة الغربية إلى للخطوط الأمامية في أوكرانيا.
ووصفت الصحيفة الخلافات بين الدولتين حاليًا "بالخطيرة"، مشيرة إلى أن هذه الخلافات "تنشأ بين أقرب الأصدقاء".
ففي الأسبوع الماضي، وقعت صدامات كلامية علنية بين مسؤولين بولنديين وأوكرانيين، بعدما قال مارسين برزيداتش، مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي أندريه دودا، إن "أوكرانيا يجب أن تبدأ في تقدير الدور الذي لعبته بولندا لصالحها في الأشهر والسنوات الأخيرة".
وجاءت هذه التصريحات ردًا على نزاع يتزايد بين البلدين حول صادرات الحبوب الأوكرانية إلى بولندا، حيث وصف رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، تصرفات بولندا بأنها "غير ودية وشعبية".
وبموجب اتفاق جرى التوصل إليه بوساطة من الاتحاد الأوروبي، يُسمح لبولندا وأربع دول مجاورة أخرى بحظر واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها المحليين، مع السماح للحبوب بعبور أراضيها إلى دول أخرى.
ومن المقرر أن تنتهي الاتفاقية في 15 سبتمبر/أيلول، لكن برزيداتش ومسؤولين بولنديين آخرين دعوا إلى تمديد القيود، على حظر الحبوب الأوكرانية في السوق المحلية البولندية.
ونقلت واشنطن بوست، عن مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي، قوله في مقابلة مع الإذاعة البولندية في أواخر يوليو/تموز، إن "أوكرانيا حصلت بالفعل على الكثير من الدعم من بولندا، والشيء الأكثر أهمية اليوم هو الدفاع عن مصلحة المزارع البولندي".
وعلى إثر هذه التصريحات استدعت وزارة الخارجية الأوكرانية السفير البولندي بارتوش سيتشوكي، لإجراء مناقشات يوم الإثنين الماضي، وفي اليوم التالي استدعى المسؤولون البولنديون السفير الأوكراني فاسيل زفاريتش، لإجراء محادثة مماثلة.
واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تندرج ضمن سياق "القرارات العاطفية" من قبل المسؤولين الأوكرانيين والبولنديين، حيث قوبل استدعاء السفير البولندي في كييف إلى وزارة الخارجية الأوكرانية بالدهشة في وارسو، خاصة أن الأخير يعتبر من بين عدد قليل من السفراء الذين بقوا في كييف أثناء الحصار الروسي، وكان أحد أقوى الداعمين الدبلوماسيين لأوكرانيا.
وتعتبر مبيعات الحبوب قضية حساسة بالنسبة لكييف إن لم تكن وجودية، وذلك بعد أن كثفت روسيا قصفها لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود الشهر الماضي، مما أدى إلى قطع طرق التصدير الرئيسة إلى الأسواق العالمية.
وصرح نائب وزير الخارجية البولندي باول جابلونسكي للإذاعة الرسمية، بأن العلاقات مع أوكرانيا في الوقت الحالي "ليست الأفضل"، مضيفًا أن أوكرانيا "يجب ألّا تهاجم حلفاءها".
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا الخلاف بين الدولتين يؤكد أن أوكرانيا تحاول المواءمة بين احتياجاتها الملحة واحتياجات جيرانها وأنصارها الذين تعتمد عليهم كييف في صراعها الوجودي، بينما تحاول في الوقت ذاته تقليل أي خلافات في الرأي يمكن لموسكو استغلالها.
وأضافت أن هذا التوتر بين البلدين يشير أيضًا إلى "حالة الإرهاق والتوتر" التي تعيشها أوكرانيا جراء الحرب مع روسيا والتي تقترب من دخول شهرها الثامن عشر.
ونقلت "واشنطن بوست" عن تيموفي ميلوفانوف، عميد كلية الاقتصاد في كييف قوله "أنا قلق بشأن هذا" مضيفًا: "أعتقد أنه يمكن ارتكاب أخطاء، وإذا جرى ارتكاب أخطاء فسيكون هناك خلاف بين بولندا وأوكرانيا".
وأشارت الصحيفة إلى محاولات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار المسؤولين البولنديين الذين تمكنوا حتى الآن من خنق أي نقاط توتر بين بلديهما، بما في ذلك حادثة وقعت العام الماضي، عندما سقط صاروخ أوكراني مضاد للطائرات في بولندا، مما أسفر عن مقتل مواطنين بولنديين.
تاريخ مرير
ولفتت إلى احتمال حدوث بعض الشقوق في العلاقة بين كييف ووارسو بالنظر إلى أن بولندا كانت تسيطر في السابق على أجزاء كبيرة من أوكرانيا، وأن البلدين يشتركان "في تاريخ معقد ومرير في بعض الأحيان".
وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة عن فويتشيك كونونشوك، مدير مركز الدراسات الشرقية الممول من الحكومة البولندية قوله: "هناك قضيتان حساستان بين بولندا وأوكرانيا، أولهما قضية التاريخ وهي مشكلة قديمة منذ سنوات بين البلدين، والإشكالية الأخرى هي مسألة الحبوب الأوكرانية".
هذا ويشكل المزارعون قاعدة انتخابية رئيسة بالنسبة لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا، حيث تعتبر قضية الحبوب مثيرة للجدل بشكل خاص بالنسبة للحكومة البولندية، التي تواجه انتخابات هذا الخريف.