وطئت أقدام الأميركيين الخمسة الذين أفرجت عنهم إيران أمس، ضمن اتفاق لتبادل السجناء ، أرض بلادهم.

فقد وصلت الطائرة التي أقلتهم من الدوحة اليوم الثلاثاء إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من مبادلتهم بخمسة إيرانيين كانوا محتجزين في السجون الأميركية، والإفراج عن ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية.

ونزل عماد شرقي ومراد طاهباز وسياماك نمازي، إلى جانب اثنين آخرين لم يتم الكشف عن اسميهما علنًا، من الطائرة التي حطت في العاصمة واشنطن من أجل لقاء أحبائهم وعائلاتهم الذين انتظروهم طويلا.



امرأتان أيضاً

فيما أوضح مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن والدة نمازي، إيفي نمازي، وزوجة طهباز، فيدا طهباز، اللتين لم تتمكنا في السابق من مغادرة إيران كانتا أيضا على متن تلك الطائرة، وفق ما نقلت شبكة سي أن أن.

وكانت تلك المجموعة نقلت من طهران أمس الاثنين على متن طائرة حكومية قطرية إلى الدوحة، قبل أن تغادر إلى واشنطن.

يشار إلى أن صفقة التبادل هذه أتت بعد عام من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين، إثر التوصل إلى اتفاق في الدوحة قبل نحو سبعة أشهر.

ليتم قبل 5 أسابيع وضع الخطوات الملموسة الأولى لتنفيذ الصفقة، عندما نقلت السلطات الإيرانية أربعة من الأميركيين إلى الإقامة الجبرية، بعد أن كان الخامس أصلا قيد الإقامة الجبرية.

فيما سمحت الولايات المتحدة من جانبها أيضا بالافراج عن أموال إيرانية (6 مليار ات دولار أميركي) كانت محتجزة في سيول.



مجرد مسكنات

وتمثل عودة الأميركيين الخمسة، إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة المعقدة بين الولايات المتحدة وإيران، اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، على أكثر من صعيد، وفق مارأى عدد من المراقبين.

إلا أن العديد من المحللين الأميركيين استبعدوا أن ترخي تلك الصفقة بظلالها على الملف النووي المتعثر منذ أغسطس الماضي.

فقد اعتبر هنري روم من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنه "من المرجح أن يمهد تبادل السجناء الطريق أمام مزيد من الطرق الدبلوماسية بخصوص البرنامج النووي هذا الخريف، لكنه أكد في الوقت عينه أن احتمالات التوصل إلى اتفاق بعيدة جدا على أرض الواقع، حسب ما نقلت رويترز.

بدوره، شدد جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية على أن "التخلص من مصدر التوتر يختلف عن إضافة مسكنات".

فالدولتان تناصب بعضهما العداء منذ أكثر من 40 عاما، لكن العلاقات بينهما توترت أكثر بعد أن تراجع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 عن الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات على طهران.

وتشتبه واشنطن في أن البرنامج الإيراني يهدف إلى تطوير أسلحة نووية، وهو طموح نفته طهران مرارا وتكرارا، على الرغم من رفعها درجة تخصيب اليورانيوم مؤخراً إلى حدود "خطيرة".