إرم نيوز
تواجه القارة الأفريقية أزمة حادة لانعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني واحد من بين كل خمسة أشخاص من الجوع، أي ضعف المتوسط العالمي، وفقًا لتقرير للأمم المتحدة لعام 2023.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير نشرته، إن "انعدام الأمن الغذائي في القارة مدفوع بشبكة معقدة من العوامل، بما في ذلك الصراعات، وعدم الاستقرار السياسي وتغير المناخ وإرث الاستعمار".
وأوضحت أن "هذه الأزمة مثيرة للقلق بشكل خاص بالنظر إلى أن بين 65 - 70% من السكان يعتمدون على الزراعة أو الثروة الحيوانية أو صيد الأسماك لكسب عيشهم".
وتتمتع أفريقيا بالقدرة على إنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام سكانها، إلا أن المشاكل البنيوية تعيق قدرتها على القيام بذلك بفعالية، ولاسيما قضايا الفقر وتأثيرات تغير المناخ وضعف الزراعة الأسرية والصراعات وعدم الاستقرار السياسي.
وأوضحت الصحيفة، أنه "على الرغم من إنتاج بلدان غرب أفريقيا 60 مليون طن من الحبوب سنويًّا، فإن التحديات اللوجستية والمسافة بين المحاصيل ومراكز المعالجة والاستهلاك تؤدي إلى خسائر زراعية كبيرة تتراوح بين 30 - 40 %.
ورغم أن الدول الأفريقية تعهدت في العام 2003 باستثمار 10% من ناتجها المحلي الإجمالي في الزراعة، فإن أغلبها فشلت في تحقيق هذا الهدف، حيث خصصت مساعدات التنمية الرسمية للزراعة بنسبة تراوحت بين 4 - 5% فقط.
وأدت التحديات المتعلقة بالزراعة، إلى تحويل النظم الغذائية في أفريقيا، حيث حل الخبز المستورد المعتمد على القمح محل العصيدة التقليدية، وأصبح الأرز المكسور غذاءً أساسيًّا.
وتبذل الجهود الآن لإعادة تقييم التراث الزراعي الغني في أفريقيا، وتشجيع المحاصيل مثل الدرنات والكسافا واليام والفونيو، التي تتمتع بالقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ وتوفر توازنًا غذائيًّا أفضل.
وختمت الصحيفة، أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا ترجع إلى تفاعل معقد من العوامل، يتطلب التصدي لها مزيجًا من الجهود المحلية والعالمية، بما في ذلك تماسك السياسات، والممارسات الزراعية المستدامة، وخفض الديون، لضمان تحويل إمكانات أفريقيا في مجال السيادة الغذائية إلى حقيقة واقعة.