حذرت منظمات معنية بحقوق الإنسان من أن قطع الاتصالات في قطاع غزة قد "يخفي أدلة" ويشكل "غطاء لفظائع جماعية".

وتعليقاً على قيام إسرائيل بقطع جميع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، قالت المسؤولة في "هيومن رايتس ووتش"، ديبورا براون، إن انقطاع المعلومات هذا قد يكون بمنزلة "غطاء لفظائع جماعية ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان".

كذلك أعلنت "منظمة العفو الدولية" أنها فقدت الاتصال بموظفيها في غزة، وقالت إن "انقطاع الاتصالات يعني أنه سيصبح من الصعب أكثر الحصول على معلومات وأدلة ضرورية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، والاستماع مباشرة إلى أولئك الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات".

ودعت "أمنستي"، في بيان عبر حسابها على "إكس"، إسرائيل إلى "وضع حد فوري للهجمات العشوائية وغير المتناسبة التي أدت بالفعل إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، بمن في ذلك أكثر من 3000 طفل".



وأشارت إلى أن انقطاع الاتصالات في غزة يأتي "على خلفية الهجمات العشوائية على المنازل والمناطق المدنية، والتدمير الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية للاتصالات".

وختمت بيانها بالقول إن الوضع الإنساني في غزة يتفاقم "بسبب الأزمة الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ 16 عاماً، والذي تم تشديده منذ 9 أكتوبر ليصبح حصارا شاملاً أدى إلى قطع الغذاء والماء والكهرباء والوقود والمساعدات الإنسانية عن سكان غزة".

جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" أعلنت أنها فقدت الاتصال "بشكل كامل" مع طواقمها في قطاع غزة، وأبدت قلقاً شديداً على سلامتهم، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتوفير الحماية للمدنيين.

وفي هذا الصدد، أفاد مدير تحليل الإنترنت في شركة كينتيك دوج مادوري، وهي شركة في كاليفورنيا تراقب الاتصال عبر الإنترنت على مستوى العالم، بأن الأمر قد يستغرق أيامًا عدة وربما يطول أكثر، بحسب تصريحات لشبكة "سي أن أن" الأمريكية.

وكانت شركة جوال فلسطين للاتصالات أعلنت في تغريدة على منصة "X" مساء أمس الجمعة، أن القصف الشديد على القطاع "أدى لتدمير جميع المسارات الدولية المتبقية التي تصل غزة بالعالم الخارجي بالإضافة للمسارات المدمرة سابقاً خلال العدوان، مما أدى إلى انقطاع لكامل خدمات الاتصالات عن قطاع غزة".