موقع واللا العبري + تايمز أوف إسرائيل


نزل خبر مقتل 11 جنديًّا إسرائيليًّا كالصاعقة على الإعلام والشارع الإسرائيليين، بعد أن اتضح أن القتلى كانوا بداخل ناقلة الجند الأسطورية من طراز "النمر"، والتي صُمِّمت على أساس هيكل الدبابة الأكثر فتكًا لدى الجيش الإسرائيلي من طراز "ميركافا".

وأصاب صاروخ مضاد للدروع ليلة الأربعاء ناقلة الجند الإسرائيلية، والتي كانت تقل جنودًا من لواء النخبة "جولاني" على رأسهم ضابط برتبة ملازم يُدعى آريئيل رايخ، شمالي قطاع غزة.

وتركت الكارثة علامات استفهام بشأن مستقبل وسمعة تلك الناقلة التي أنفقت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ملايين الدولارات على تطويرها على امتداد سنوات طويلة.

وذكر موقع "واللا" الإخباري اليوم، إن السائد هو أن ناقلة الجند "النمر" كان من المفترض أن تغيّر الواقع في الميدان، أي أنها تشارك في الغزو البري من منطلق أنه من غير الممكن تدميرها عند استهدافها بالصواريخ التي تمتلكها حماس أو غيرها من الفصائل.

وقال إن 9 مقاتلين سقطوا جراء إصابتها بصاروخ -قبل أن ترتفع الحصيلة إلى 11 جنديًّا في وقت لاحق اليوم- في وقت كان هناك اعتقاد بأن "النمر"هي ناقلة الجند الأحدث والأكثر تقدمًا التي انتظرها الجيش طيلة عقود، وخصصت وزارة الدفاع ملايين الدولارات من موازنتها من أجل منع كارثة من هذا النوع.

وحاول موقع "واللا" تقدير الموقف الذي أدى إلى تلك الكارثة، وذكَّر بيوم الـ12 من أيار/ مايو 2004، وقال إنه "أحد أصعب الأيام التي مرت على الجيش في قطاع غزة، عندما كان يبحث عن رفات 6 جنود من لواء النخبة "جفعاتي" انفجرت بهم ناقلة جند من طراز "M113".

وتابع أنه في اليوم السابق لهذا التاريخ نجحت حماس في ضرب ناقلة الجند المشار إليها وبداخلها جنود من وحدة الأنفاق بـ "جفعاتي"، مضيفًا: "قُتل الجنود، بينما انتشرت صور لجنود يزحفون على الأرض قرب محور فلاديلفي بحثًا عن رفات الجنود القتلى"، لافتًا إلى أن تلك الحادثة زادت الجدل بشأن وجود إسرائيل في قطاع غزة وحفَّزت خطة الانفصال عام 2005.

وعقب تلك الواقعة، قرَّر الجيش تطوير ناقلة الجند "النمر" وتصميمها بناءً على هيكل الدبابة "ميركافا-4"، واستمرت التجارب عليها لسنوات طويلة.

واقتنع الجيش الإسرائيلي أن ناقلة الجند "النمر" في صورتها المعدلة "هي الحل الأمثل لمنع تكرار كارثة 2004، وأنه من غير الممكن اختراقها بوساطة قذائف "آر بي جي" أو الصواريخ التقليدية المضادة للدروع، كما ألحِق بها نظام دفاعي نشط لمواجهة مثل هذه التهديدات".

وزُوِّدت ناقلة الجند تلك بمحرك بقوة 900 حصان، ما يعني منحها قوة تعادل قوة الدبابات، ومن أجل حماية طاقمها أُلحق بها مدفع رشاش يتم تشغيله من الداخل، دون تعريض حياة الجنود للخطر، ومخزن ذخيرة ومدفع هاون عيار 60 ملم.

كما زُوِّدت بنظام "سترة الريح" الدفاعي الذي طورته شركة "رفائيل للصناعات العسكرية" أسوة بالدبابة "ميركافا-4".

ويعد لواء النخبة "جولاني" أول من تزوَّد بهذه الناقلة الثقيلة، كما اشترى الجيش الأمريكي 3 ناقلات من هذا الطراز لأغراض تجريبية، وخضعت لسلسلة من الاختبارات بمضادات الدبابات والصواريخ والعبوات الناسفة، وأشاد مراقبون بقدرتها.

ويبلغ ثمن الناقلة الواحدة من طراز "النمر" ثلاثة ملايين دولار، الأمر الذي أعاق عمليات الشراء على نطاق واسع داخل وحدات الجيش الإسرائيلي المختلفة، تحت ضغوط على صلة بالموازنة من نواب بالكنيست، على أساس أن خطة التزود بأعداد هائلة منها تعد استثمارًا فاشلًا.

وفي الوقت الراهن، وبعد سنوات من الجدل، يُشغِّل الجيش الإسرائيلي المئات من ناقلات الجند من طراز "النمر"، والتي يتكون طاقمها من ثلاثة عناصر بينما يمكنها حمل ثمانية مقاتلين.

ووفق "واللا"، يجري حاليًّا العمل على تطوير "النمر 2"، بمحرك تبلغ قوته 1500 حصان.

لكن تجدر الإشارة إلى أن هيئة البث الإسرائيلية (كان 11) كانت أكدت في وقت سابق، أن لواء النخبة "جولاني" تزوَّد بالفعل بناقلة الجند "النمر 2" وأنها دخلت الخدمة في لواء المشاة 828 أيضًا.

وبحسب تقرير موقع "واللا"، ثمة قناعة بأن صاروخًا اخترق جسد الناقلة، الليلة الماضية، على خلاف حالات وقعت إبان حرب "الجرف الصامد"، عندما نجحت في التصدي بنجاح لهجمات بصواريخ مضادة للدروع وقذائف "آر بي جي"، كما سقط جزء من بناية عليها في ذلك الحين، دون أن تتضرر.