مع تنفيذ إسرائيل المزيد من توغلاتها البرية واقتراب دباباتها من محيط مجمع الشفاء أكبر المستشفيات في قطاع غزة، فضلا عن حصارها مربع المستشفيات وسط مدينة غزة والذي يضم "الرنتيسي والنصر والعيون والصحة النفسية أيضا"، قصفت باحة مستشفى الشفاء، المجمع الطبي الأكبر في القطاع.

وأظهرت مشاهد مروعة من المكان تكدس عشرات الجثث، فضلا عن الجرحى في أروقة وباحة المجمع.

فيما أكدت منظمة الصحة العالمية تعرض المستشفى للقصف. وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس، اليوم الجمعة، إن "الشفاء" يتعرض للقصف، مضيفة أن 20 مستشفى في القطاع خرجت الآن من الخدمة.

بعض الجرحى يموتون

بدوره، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، أن القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى لا يزال متواصلا وبشكل كبير، ووصف الوضع بأنه سيئ جدا في ظل تكدس الجرحى بالمئات داخل أروقة المشفى.

وأضاف "بعض الجرحى يموتون ولا نستطيع تقديم الخدمة لهم، الوضع الصحي صعب جدا في ظل نفاد كل المستهلكات الطبية والأدوية". وتابع "منذ الفجر وحتى اللحظة استُهدف المستشفى بأربع غارات في ساحته وفي مستشفى الولادة والعيادة الخارجية، ما أسفر عن عدد من الضحايا والجرحى"، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.

لا يمكن إخلاؤه

كما اعتبر أن "ما يحدث بمثابة إنذارات لإخلاء المستشفى وإخراجه عن الخدمة، وبذلك تكون كل المنظومة الصحية في محافظة غزة وشمالها قد خرجت عن الخدمة، ما سيؤدي لموت أكبر عدد من الجرحى والمرضى".

وأضاف "لا يمكن إخلاء المستشفى من الجرحى والمرضى، سنبقى في أقسام العناية المركزة وأقسام الخدج (الأطفال المبتسرون) والعمليات".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، اليوم، إن دبابات إسرائيلية تحاصر مستشفيات الرنتيسي والنصر والعيون والصحة النفسية من كل الاتجاهات.

كما حذر من أن آلاف المرضى والطواقم الطبية والنازحين محاصرون داخل المستشفيات بلا ماء وبلا طعام ويتعرضون للموت في أي لحظة.

نار على النازحين

فيما أكد شهود عيان أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار باتجاه نازحين حاولوا الخروج من مستشفى النصر المحاصر في مدينة غزة.

وكان شهود آخرون قالوا في وقت سابق، إن دبابات إسرائيلية تحاصر أربعة مستشفيات في غزة، منها مستشفى النصر، وإن هناك إطلاق نار كثيفا.

في حين واصل آلاف الفلسطينيين اليوم، النزوح هربا من نيران الدبابات الإسرائيلية بوسط المدينة.

وبينت اللقطات مشاهد مؤثرة لسير الآلاف على الأقدام سيرا على الأقدام، ملوحين حينا برايات بيضاء ورافعين أيديهم أحياناً أخرى.