تحول مستشفى الشفاء، الذي اقتحمته إسرائيل اليوم الأربعاء، وهو الأكبر في قطاع غزة، إلى أحدث ساحات الحرب بالنسبة للقوات الإسرائيلية.

لاسيما بعدما اتهمت كل من إسرائيل والولايات المتحدة مقاتلي حماس باستخدمامه لإخفاء مراكز القيادة والأسرى عبر الأنفاق.

فيما نفت حماس والسلطات الصحية ومديرون في المستشفى أن تكون الحركة الفلسطينية تخفي بنية تحتية عسكرية داخله أو تحته، وأبدوا ترحيبهم سابقا بأي تفتيش دولي.

ولكن ما هو مستشفى الشفاء؟

هو عبارة عن مجمع كبير من المباني والأفنية يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.

كم عدد الأطفال فيه؟

وكان هذا المستشفى، حتى أمس الثلاثاء، يتولى رعاية 36 رضيعا وفقا للطاقم الطبي هناك الذي قال إنه لا توجد آلية واضحة لنقلهم على الرغم من إعلان إسرائيل عرضا لتوفير حضانات من أجل عملية الإخلاء.

وكان 3 من أصل 39 من الأطفال الخدج (ناقصي النمو) توفوا منذ أن نفد الوقود اللازم لتشغيل المولدات التي كانت تدير الحضانات هذا الأسبوع.

تاريخه

شُيد هذا المستشفى عام 1946 خلال الحكم البريطاني، أي قبل عامين من انسحاب بريطانيا من فلسطين. وظل قائما خلال فترة إدارة مصر للقطاع التي استمرت عقدين تقريبا بعد حرب عام 1948.

لكن في عام 1967، استولت إسرائيل على غزة واحتلته وظل مستشفى الشفاء مكانا محوريا لفترة طويلة قبل سيطرة حماس على القطاع حيث كان يلجأ إليه العديد من الفلسطينيين خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

فيما ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية أن مهندسين معماريين من إسرائيل أشرفوا على تجديد المستشفى وتصميمه من جديد في ثمانينيات القرن الماضي، وفق رويترز.

أما في عام 1994، فأدت قوات الأمن التي كانت تسيطر عليها حركة فتح التحية للعلم الفلسطيني بعد رفعه فوق المستشفى عندما مُنح الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا في غزة خلال عملية أوسلو للسلام.

ثم انتقلت السيطرة الفعلية على المستشفى بعد ذلك من السلطةالفلسطينية التي تهيمن عليها فتح إلى حماس بعد فوزها في انتخابات عام 2006، وبسط نفوذها العسكري على غزة عام 2007.

وفي أثناء الصراع على السلطة بين فتح وحماس الذي تصاعد حتى سيطرة الحركة على القطاع، كان مستشفى الشفاء وغيره يستخدم لعلاج المسلحين من الجانبين بموجب صيغة من صيغ الهدنة بألا يؤذي أي منهما جرحى الطرف الآخر.

أما اليوم فبات ساحة حرب فعلية، بعدما اقتحم الجيش الإسرائيلي أقسامه، مطلقا عمليات تفتيش واسعة. بينما لا يزال الآلاف من المرض والطواقم الطبية وحتى المدنيين النازحين عالقون فيه.