منذ أيام أصبح مستشفى الشفاء محور العمليات البرية في قطاع غزة، حيث اقتحمه الأربعاء الجيش الإسرائيلي، ما فاقم الوضع الكارثي الذي يعاني منه أصلاً.

وبعدما هرب منها خوفاً من القصف وبحثاً عن مكان آمن، روى الطبيب رامز رضوان أهوال ما حدث داخل مستشفى الشفاء حيث كان يعمل لسنوات.

صراخ وبكاء وجثث متحللة

فقد كشف ما وصفها بأهوال وفظائع لم يرَ مثلها طيلة عمله في المستشفى، من صراخ وبكاء وجثث متحللة، مشاهد عاينها خلال فترة الحصار قبل أن يتم إجباره على الرحيل قسراً.

وأوضح أن وضع الجرحى على الأسرة كلها جلاتين، مشيراً إلى أن ظروفهم صعبة جداً نتيجة لنقص المواد الطبية والعلاجات.

وقال إن هناك بكتيريا بدأت بالظهور على أقدام المصابين، أي "دود" بدأ يخرج من الجروح، ناهيك عن معاناة المريض من الألم لعدم توافر المسكنات.

خطف 1500 جثة

إلى ذلك، كشف أن القوات الإسرائيلية خطفت 1500 جثة من ثلاجات الموتى، وأخذتهم بالسيارات إلى أماكن مجهولة.

وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من 1,65 مليون شخص في القطاع، من أصل إجمالي عدد سكانه البالغ 2,4 مليون شخص.

بُعيد اندلاع الحرب، أطبقت إسرائيل حصارها المفروض على القطاع منذ 2007، وقطعت المياه والكهرباء والغذاء والوقود، ما سبّب أزمة متصاعدة خصوصا في ظل الكميات الضئيلة من المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح.

"منطقة موت"

ونفد الوقود لدى معظم مستشفيات غزة ما يحول دون تشغيل مولداتها. وبحسب حكومة حماس، خرجت عن الخدمة 24 من المستشفيات الـ35 في القطاع.

فيما بات مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، "منطقة موت" ويجب إخلاؤه، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية الأحد.

وبناء على إنذار بالإخلاء وجهه الجيش صباح أمس السبت، خرج المئات من المستشفى الذي يؤوي مرضى وطواقم طبية ونازحين.