سكاي نيوز عربية
داخل غزة، بات الحديث عن فصل الشتاء يحمل المزيد من المخاوف والمعاناة للسكان، وسط الحرب المستمرة منذ 47 يوما، حسبما يؤكد ياسر أبو إبراهيم، أحد النازحين في مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
وخلال الأيام الماضية، أصبح هطول الأمطار على الأماكن المخصصة لإيواء النازحين بمثابة مأساة جديدة، على حد قول أبو إبراهيم لموقع "سكاي نيوز عربية"، نتيجة آثارها السلبية على الصحة العامة لسكان الخيام، علما أن حدتها ستزداد مع دخول فصل الشتاء.
ويضيف الرجل الأربعيني: "الوضع صعب للغاية. نخاف جدا من الأمطار لأنها تمثل لنا الدمار وتلحق أضرارا بالغة بالخيام التي نعيش فيها. أغلب الناس يعيشون هنا بعد دمار منازلنا خلال القصف الإسرائيلي على غزة".
ويوضح أبو إبراهيم أن هناك مبادرات عديدة وجهودا من المنظمات الدولية من أجل توفير الملابس والاحتياجات اللازمة للشتاء، لكنها لا تفي بالغرض، منوها إلى أن "الإمدادات قليلة ولا يمكنها تغطية متطلبات العدد الكبير من السكان جنوبي قطاع غزة".
وعقب تساقط الأمطار قبل أيام على قطاع غزة، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الملاجئ لا يمكن العيش فيها، لكن ليست هناك خيارات كافية، منوهة إلى توزيعها أغطية النايلون والحصائر ضمن عملياتها الإنسانية.
وأشار أبو إبراهيم إلى معاناة الأطفال الشديدة مع برودة الجو وعدم توافر أبسط احتياجات التدفئة، خاصة في ساعات الليل، وسط مخاوف من استمرار الحرب حتى الشتاء.
مخاطر صحية
ويتحدث المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن المخاطر الصحية من معاناة سكان قطاع غزة مع الطقس البارد الوشيك، خاصة في ظل النقص الحاد للغذاء والوقود.
ويقول المنظري: "سيكون النازحون إلى الملاجئ داخل غزة أكثر عرضة من أي وقت سابق للإصابة بالأمراض، خاصة مع تعطل أنشطة التطعيم الروتينية".
ويتابع: "اقتراب الشتاء مع نقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المعدية سيؤدي إلى زيادة خطر تسارع انتشار الأمراض، ويتفاقم الأمر بسبب التغطية غير الكاملة لنظام مراقبة الأمراض وترصدها، بما في ذلك الكشف المبكر عنها وقدرات الاستجابة لها".
ويشير المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى نزوح 1.6 مليون شخص من منازلهم، نصفهم من الأطفال، منذ اندلاع الحرب في الشهر الماضي، حيث يعيش أكثر من 740 ألفا منهم في ملاجئ مكتظة، مؤكدا أن هؤلاء معرضون لمخاطر صحية وشيكة.
ويضيف أن مركز تدريب خانيونس التابع للأونروا يستضيف حاليا أكثر من 22 ألف نازح، حيث تقل المساحة المخصصة للشخص الواحد عن مترين مربعين، ويتشارك ما لا يقل عن 600 شخص في مرحاض واحد.
الكوليرا
وحذرت الأونروا في منشور على "فيسبوك" من مواجهة آلاف النازحين ظروفا متفاقمة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يضطرون للعيش في العراء، مشددة على احتمال انتشار الكوليرا في تلك الظروف، وأن "ذلك سيكون مدمرا تماما".
ويسترسل المنظري: "حتى تحدث الإصابة بالكوليرا يجب أن تكون البكتيريا موجودة، ونحن لم نكتشفها في غزة منذ سنوات، ومع ذلك فالاحتمال قائم أن تأتي من مناطق أخرى".
ويؤكد أن تدهور الظروف الصحية الناتجة عن الطقس البارد وسوء الأوضاع في غزة بجانب الافتقار إلى الخصوصية، سيؤدي إلى مخاطر هائلة على صحة وسلامة من يلجؤون إلى المآوي في القطاع.
{{ article.visit_count }}
داخل غزة، بات الحديث عن فصل الشتاء يحمل المزيد من المخاوف والمعاناة للسكان، وسط الحرب المستمرة منذ 47 يوما، حسبما يؤكد ياسر أبو إبراهيم، أحد النازحين في مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
وخلال الأيام الماضية، أصبح هطول الأمطار على الأماكن المخصصة لإيواء النازحين بمثابة مأساة جديدة، على حد قول أبو إبراهيم لموقع "سكاي نيوز عربية"، نتيجة آثارها السلبية على الصحة العامة لسكان الخيام، علما أن حدتها ستزداد مع دخول فصل الشتاء.
ويضيف الرجل الأربعيني: "الوضع صعب للغاية. نخاف جدا من الأمطار لأنها تمثل لنا الدمار وتلحق أضرارا بالغة بالخيام التي نعيش فيها. أغلب الناس يعيشون هنا بعد دمار منازلنا خلال القصف الإسرائيلي على غزة".
ويوضح أبو إبراهيم أن هناك مبادرات عديدة وجهودا من المنظمات الدولية من أجل توفير الملابس والاحتياجات اللازمة للشتاء، لكنها لا تفي بالغرض، منوها إلى أن "الإمدادات قليلة ولا يمكنها تغطية متطلبات العدد الكبير من السكان جنوبي قطاع غزة".
وعقب تساقط الأمطار قبل أيام على قطاع غزة، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الملاجئ لا يمكن العيش فيها، لكن ليست هناك خيارات كافية، منوهة إلى توزيعها أغطية النايلون والحصائر ضمن عملياتها الإنسانية.
وأشار أبو إبراهيم إلى معاناة الأطفال الشديدة مع برودة الجو وعدم توافر أبسط احتياجات التدفئة، خاصة في ساعات الليل، وسط مخاوف من استمرار الحرب حتى الشتاء.
مخاطر صحية
ويتحدث المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن المخاطر الصحية من معاناة سكان قطاع غزة مع الطقس البارد الوشيك، خاصة في ظل النقص الحاد للغذاء والوقود.
ويقول المنظري: "سيكون النازحون إلى الملاجئ داخل غزة أكثر عرضة من أي وقت سابق للإصابة بالأمراض، خاصة مع تعطل أنشطة التطعيم الروتينية".
ويتابع: "اقتراب الشتاء مع نقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المعدية سيؤدي إلى زيادة خطر تسارع انتشار الأمراض، ويتفاقم الأمر بسبب التغطية غير الكاملة لنظام مراقبة الأمراض وترصدها، بما في ذلك الكشف المبكر عنها وقدرات الاستجابة لها".
ويشير المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى نزوح 1.6 مليون شخص من منازلهم، نصفهم من الأطفال، منذ اندلاع الحرب في الشهر الماضي، حيث يعيش أكثر من 740 ألفا منهم في ملاجئ مكتظة، مؤكدا أن هؤلاء معرضون لمخاطر صحية وشيكة.
ويضيف أن مركز تدريب خانيونس التابع للأونروا يستضيف حاليا أكثر من 22 ألف نازح، حيث تقل المساحة المخصصة للشخص الواحد عن مترين مربعين، ويتشارك ما لا يقل عن 600 شخص في مرحاض واحد.
الكوليرا
وحذرت الأونروا في منشور على "فيسبوك" من مواجهة آلاف النازحين ظروفا متفاقمة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يضطرون للعيش في العراء، مشددة على احتمال انتشار الكوليرا في تلك الظروف، وأن "ذلك سيكون مدمرا تماما".
ويسترسل المنظري: "حتى تحدث الإصابة بالكوليرا يجب أن تكون البكتيريا موجودة، ونحن لم نكتشفها في غزة منذ سنوات، ومع ذلك فالاحتمال قائم أن تأتي من مناطق أخرى".
ويؤكد أن تدهور الظروف الصحية الناتجة عن الطقس البارد وسوء الأوضاع في غزة بجانب الافتقار إلى الخصوصية، سيؤدي إلى مخاطر هائلة على صحة وسلامة من يلجؤون إلى المآوي في القطاع.