يبدو أن قناعات إسرائيل بوجود قادة حركة حماس في خان يونس، جنوب قطاع غزة، ترسخت أكثر خلال الفترة الماضية.
فقد دعّمت المعلومات الاستخبارية التي انتزعتها من مئات المسلحين والمقاتلين، الذين أوقفتهم خلال توغلها في شمال غزة قناعتها هذه، وفق ما أفادت مصادر مطلعة.
وستسمح تلك المعلومات للجيش الإسرائيلي، بالعثور على قادة حماس وتصفيتهم، حسب ما يعتقد مسؤولون سياسيون وعسكريون إسرائيليون.
تركيز مكثف
وأكد اثنان من المسؤولين العسكريين المطلعين على استراتيجية المرحلة المقبلة من القتال والحرب لا سيما في الجنوب، أنه سيكون هناك تركيز مكثف على استخدام هذه المعلومات الجديدة لاستهداف قادة حماس، حسب ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
فيما رأى العديد من المنتقدين أن هذه الاستراتيجية لن تفعل الكثير لتقليل التكلفة البشرية المرتفعة التي لحقت بالمدنيين الفلسطينيين جراء الغارات والقصف الإسرائيلي على غزة، شمالاً وجنوباً وفي الوسط.
وفي السياق، قال كوبي مايكل، الخبير في معهد دراسات الأمن الدولي في تل أبيب، "لقد تعلم الجيش الإسرائيلي الدروس" منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضاف أن "هدف القوات الإسرائيلية التي باتت اليوم تقرب الحرب أكثر فأكثر من قادة حماس" من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى.
الذكاء الاصطناعي
كما رأى أنه "من المرجح أن يتم إدخال أي معلومات تحصل عليها إسرائيل حول تواجد قيادات حماس، ضمن نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي ويسمى هبسورا، لتحديد الأهداف بوتيرة أسرع وأدق".
في حين شكك العديد من الخبراء بقدرة هذا النظام القائم على الذكاء الاصطناعي في تقليل الأضرار والخسائر في صفوف المدنيين، مستشهدين بما حصل شمال القطاع على مدى الشهرين الماضيين.
خاصة بعدما كشف تحقيق استقصائي إسرائيلي لموقع "مجازين 972 " أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات قصف في غزة باستخدام "هبسورا"، مع العلم المسبق بأن عائلات كاملة ستموت، خاصة في الأيام الأولى للحرب.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت سابقا أن يحيى السنوار زعيم الحركة الفلسطينية في غزة، هو هدفها الرئيسي من الحرب التي شنتها داخل غزة، إثر الهجوم المباغت الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر.
ويدير السنوار وغيره من القادة رفيعي المستوى تحركات وعمليات الحركة من داخل شبكة واسعة من الأنفاق المترامية الأطراف تحت الأرض في غزة.
فيما يعتقد الجيش الإسرائيلي الآن أنهم يحتمون أسفل مدينة خان يونس، التي كانت مركزًا للهجمات منذ انهيار الهدنة يوم الجمعة الماضي.
لا سيما أن عددا من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أقروا سابقًا بحديث لصحيفة الأوبزرفر أنه على الرغم من أن إسرائيل قتلت أعدادًا كبيرة من القادة الميدانيين متوسطي الرتب ضمن حماس، فإنها لم تتمكن من الوصول بعد إلى أي من كبار القادة.
لذا تهدف خلال عملياتها المقبلة في خان يونس العثور على كل من السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى.