فيما يتواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، تتفاقم المأساة الإنسانية على جميع الصعد، فقد كشف طبيب بريطاني يتواجد في المستشفى الأوروبي بخان يونس (جنوباً)، مشاهد مروعة للإصابات بين الأطفال والمدنيين.
وتحدث جراح الحرب المخضرم توم بوتوكار، الذي يعمل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عما يجري في المستشفى، قائلا إنه "رأى طفلا صغيرا مصابا بحروق بالغة ينادي على أمه التي لا يعرف أنها ماتت، وذلك في وقت لا يوجد فيه ما يكفي من مسكنات الألم لتخفيف معاناته".
كما أشار إلى طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، أصيب دماغه بأضرار كبيرة جراء تعرض منزله للقصف، لافتا إلى أن طفلة أخرى خضعت لعملية استئصال عين، لأن كل عظمة في وجهها تحطمت، وفق ما نقلته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وأضاف الطبيب أنه "شاهد طفلا مبتور الأطراف يبلغ من العمر 3 سنوات، وأطرافه المقطوعة موضوعة في صندوق وردي بجانبه"، في حين "تخرج الديدان من الجروح غير المعالجة".
وعالج بوتوكار في الآونة الأخيرة مريض حروق في وحدة العناية المركزة كان قد نزح من شمالي القطاع، وكانت جروحه متعفنة لأن "الضمادات لم يتم تغييرها لعدة أيام".
نصفهم من الأطفال
كذلك، قال بوتوكار إنه يتواجد داخل المستشفى الأوروبي، وهو أحد المراكز الطبية الرئيسية التي تخدم خان يونس والمناطق المحيطة بها، حيث يكافح المسعفون من أجل علاج تدفق الجرحى "المتواصل"، لافتا إلى أن "نصفهم من الأطفال".
وتابع الطبيب الذي لم يغادر المستشفى الأوروبي منذ 5 أسابيع: "لم أتمكن من إحصاء عدد الأطفال الذين عالجناهم والذين يعانون من إصابات مروعة وحروق وبتر أطراف، وفقدوا أسرهم بأكملها".
كما قال: "المسعفون الفلسطينيون والدوليون ينامون على أرضية غرف التمريض، وطعامهم عبارة عن كميات محدودة من المعكرونة، ويعملون في نوبات مدتها 14 ساعة".
ونوه بوتوكار بأنه في إحدى الليالي "كاد أن يفقد حياته جراء شظية اخترقت نافذة الغرفة التي كان يتواجد فيها".
وقُتل بعض الأطباء، من بينهم عناصر من طاقم التمريض والجراحين الذين عمل معهم بوتوكار، إلى جانب العشرات من أفراد أسرهم. كما قُتل ما لا يقل عن واحد من موظفي اللجنة الدولية المئة العاملين في غزة.
ممرضته قتلت مع 12 فرداً من عائلتها
وذكر بوتوكار أن "الممرضة التي ساعدته في علاج طفل مبتور الأطراف يبلغ من العمر 3 سنوات، قُتلت قبل 3 ليالٍ مع 12 فردًا من عائلتها".
كما قُتل أحد كبار جراحي التجميل، الذي كان أيضًا زميلًا للطبيب البريطاني، مع 30 فردًا من عائلته في غارة جوية قبل 4 أسابيع.
وتابع بوتوكار: "هناك عدد كبير جدًا من المرضى وليس هناك عدد كافٍ من الطواقم الطبية، ولا يوجد متسع من الوقت في غرفة العمليات لعلاجهم جميعًا، لذلك علينا تحديد الأولويات".
وفي المستشفى الأوروبي، يوجد الآن ما لا يقل عن 360 شخصًا على قائمة الانتظار لإجراء عملية جراحية، وهو "رقم يستحيل التعامل معه"، كما يقول بوتوكار.
ويتفاقم هذا الأمر بسبب نقص الموظفين، حيث يُقتل المسعفون في منازلهم، أو يُمنعون من الوصول إلى المستشفى بسبب القصف والطرق المدمرة.
الحرب الأسوأ حتى الآن
وهذه هي المرة الـ14 التي يعمل فيها بوتوكار كمسعف في غزة، حيث سبق له العمل في هذا المجال كجراح في الصومال وسوريا وأفغانستان واليمن، مؤكدا أن هذه الحرب "هي بلا شك الأسوأ الذي شهده حتى الآن".
وتابع: "رأيت عدداً كبيراً جداً من الأطفال الذين دمرت حياتهم.. لقد عالجت صغيرا يبلغ من العمر 4 أشهر مصابًا بحروق كبيرة، كما عالجت طفلاً يبلغ من العمر 8 سنوات كان يعاني من كسر مفتوح في جمجمته ودماغه مكشوف".
وأردف: "إنه أمر مروع أن نرى أن هذه الإصابات تتوالى في الوصول إلى المستشفى كل يوم".
وتنتشر العدوى الآن في المستشفيات بسبب عدم معالجة الجروح في الوقت المناسب؛ فهناك عدد "هائل" من المرضى الذين يعانون من إصابات معقدة تم إهمالها، وفقا لبوتوكار، الذي أكد أن "أي أحد يشك في التأثير المدمر على المدنيين في غزة، سيغير رأيه إذا أمضى يوما واحدا في عنابر المستشفى".
16 ألف قتيل.. ووضع إنساني مروع
وقام الجيش الإسرائيلي بتوسيع حملته البرية من شمالي القطاع المحاصر إلى الجنوب، حيث نزح ما يقدر بنحو 1.9 مليون فلسطيني. فيما قتل أكثر من 16 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
تأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة، من أن "الوضع الإنساني في غزة أصبح مروعا".
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الأربعاء، من أن ما يقرب من مليوني فلسطيني - أمرتهم إسرائيل بالاحتماء في الجنوب - محشورون الآن "في أماكن صغيرة ومكتظة للغاية في ظروف غير صحية".
وأضاف: "المساعدات الإنسانية انقطعت فعلياً مرة أخرى، مع انتشار المخاوف من انتشار الأمراض وتفشي الجوع على نطاق واسع".
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بـ"مواصلة الحرب إلى أن يتم القضاء على حركة حماس" التي تدير القطاع، والتي شنت هجمات غير مسبوقة على جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أدى إلى مقتل أكثر 1200 شخص، بحسب السلطات المختصة.
وتحدث جراح الحرب المخضرم توم بوتوكار، الذي يعمل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عما يجري في المستشفى، قائلا إنه "رأى طفلا صغيرا مصابا بحروق بالغة ينادي على أمه التي لا يعرف أنها ماتت، وذلك في وقت لا يوجد فيه ما يكفي من مسكنات الألم لتخفيف معاناته".
كما أشار إلى طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، أصيب دماغه بأضرار كبيرة جراء تعرض منزله للقصف، لافتا إلى أن طفلة أخرى خضعت لعملية استئصال عين، لأن كل عظمة في وجهها تحطمت، وفق ما نقلته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وأضاف الطبيب أنه "شاهد طفلا مبتور الأطراف يبلغ من العمر 3 سنوات، وأطرافه المقطوعة موضوعة في صندوق وردي بجانبه"، في حين "تخرج الديدان من الجروح غير المعالجة".
وعالج بوتوكار في الآونة الأخيرة مريض حروق في وحدة العناية المركزة كان قد نزح من شمالي القطاع، وكانت جروحه متعفنة لأن "الضمادات لم يتم تغييرها لعدة أيام".
نصفهم من الأطفال
كذلك، قال بوتوكار إنه يتواجد داخل المستشفى الأوروبي، وهو أحد المراكز الطبية الرئيسية التي تخدم خان يونس والمناطق المحيطة بها، حيث يكافح المسعفون من أجل علاج تدفق الجرحى "المتواصل"، لافتا إلى أن "نصفهم من الأطفال".
وتابع الطبيب الذي لم يغادر المستشفى الأوروبي منذ 5 أسابيع: "لم أتمكن من إحصاء عدد الأطفال الذين عالجناهم والذين يعانون من إصابات مروعة وحروق وبتر أطراف، وفقدوا أسرهم بأكملها".
كما قال: "المسعفون الفلسطينيون والدوليون ينامون على أرضية غرف التمريض، وطعامهم عبارة عن كميات محدودة من المعكرونة، ويعملون في نوبات مدتها 14 ساعة".
ونوه بوتوكار بأنه في إحدى الليالي "كاد أن يفقد حياته جراء شظية اخترقت نافذة الغرفة التي كان يتواجد فيها".
وقُتل بعض الأطباء، من بينهم عناصر من طاقم التمريض والجراحين الذين عمل معهم بوتوكار، إلى جانب العشرات من أفراد أسرهم. كما قُتل ما لا يقل عن واحد من موظفي اللجنة الدولية المئة العاملين في غزة.
ممرضته قتلت مع 12 فرداً من عائلتها
وذكر بوتوكار أن "الممرضة التي ساعدته في علاج طفل مبتور الأطراف يبلغ من العمر 3 سنوات، قُتلت قبل 3 ليالٍ مع 12 فردًا من عائلتها".
كما قُتل أحد كبار جراحي التجميل، الذي كان أيضًا زميلًا للطبيب البريطاني، مع 30 فردًا من عائلته في غارة جوية قبل 4 أسابيع.
وتابع بوتوكار: "هناك عدد كبير جدًا من المرضى وليس هناك عدد كافٍ من الطواقم الطبية، ولا يوجد متسع من الوقت في غرفة العمليات لعلاجهم جميعًا، لذلك علينا تحديد الأولويات".
وفي المستشفى الأوروبي، يوجد الآن ما لا يقل عن 360 شخصًا على قائمة الانتظار لإجراء عملية جراحية، وهو "رقم يستحيل التعامل معه"، كما يقول بوتوكار.
ويتفاقم هذا الأمر بسبب نقص الموظفين، حيث يُقتل المسعفون في منازلهم، أو يُمنعون من الوصول إلى المستشفى بسبب القصف والطرق المدمرة.
الحرب الأسوأ حتى الآن
وهذه هي المرة الـ14 التي يعمل فيها بوتوكار كمسعف في غزة، حيث سبق له العمل في هذا المجال كجراح في الصومال وسوريا وأفغانستان واليمن، مؤكدا أن هذه الحرب "هي بلا شك الأسوأ الذي شهده حتى الآن".
وتابع: "رأيت عدداً كبيراً جداً من الأطفال الذين دمرت حياتهم.. لقد عالجت صغيرا يبلغ من العمر 4 أشهر مصابًا بحروق كبيرة، كما عالجت طفلاً يبلغ من العمر 8 سنوات كان يعاني من كسر مفتوح في جمجمته ودماغه مكشوف".
وأردف: "إنه أمر مروع أن نرى أن هذه الإصابات تتوالى في الوصول إلى المستشفى كل يوم".
وتنتشر العدوى الآن في المستشفيات بسبب عدم معالجة الجروح في الوقت المناسب؛ فهناك عدد "هائل" من المرضى الذين يعانون من إصابات معقدة تم إهمالها، وفقا لبوتوكار، الذي أكد أن "أي أحد يشك في التأثير المدمر على المدنيين في غزة، سيغير رأيه إذا أمضى يوما واحدا في عنابر المستشفى".
16 ألف قتيل.. ووضع إنساني مروع
وقام الجيش الإسرائيلي بتوسيع حملته البرية من شمالي القطاع المحاصر إلى الجنوب، حيث نزح ما يقدر بنحو 1.9 مليون فلسطيني. فيما قتل أكثر من 16 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
تأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة، من أن "الوضع الإنساني في غزة أصبح مروعا".
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الأربعاء، من أن ما يقرب من مليوني فلسطيني - أمرتهم إسرائيل بالاحتماء في الجنوب - محشورون الآن "في أماكن صغيرة ومكتظة للغاية في ظروف غير صحية".
وأضاف: "المساعدات الإنسانية انقطعت فعلياً مرة أخرى، مع انتشار المخاوف من انتشار الأمراض وتفشي الجوع على نطاق واسع".
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بـ"مواصلة الحرب إلى أن يتم القضاء على حركة حماس" التي تدير القطاع، والتي شنت هجمات غير مسبوقة على جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أدى إلى مقتل أكثر 1200 شخص، بحسب السلطات المختصة.