صحيفة الغارديان البريطانية
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن رغبة اسرائيل في تفكيك حماس، "عدوها اللدود"، أصبحت واضحة وملموسة، إلا أن المنهجية التي تتبناها قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تغذية الكيان الذي تهدف إسرائيل إلى قهره.

وفي تفسير لهذه النتيجة المحتملة، أوضح التقرير أن التصعيد العسكري الإسرائيلي قد يؤدي إلى زيادة الدعم الدولي لقطاع غزة، فضلاً عن تعزيز إصرار حماس وازدياد تأييدها، بالرغم من جهود إسرائيل في التصدي لها.

وتقول الصحيفة: "يتردد سؤال محوري في جميع أنحاء العالم، وهو بسيطٌ في طياته ولكنه محمّل بالأهمية العميقة: متى سيتوقف العنف؟ في نداء لوضع حد للمشاهد المروعة للمباني المهدمة والحياة المحطمة التي تخرج من غزة يوميًّا".

وبينما يثير البعض هذا السؤال لممارسة ضغوط دبلوماسية، مثل النقاش الدائر داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل وقف فوري لإطلاق النار، يركز آخرون على موقف واشنطن والحاجة المتزايدة لدعوات وزير الخارجية أنتوني بلينكن المتكررة لإسرائيل لضمان التوافق بين التزامها المعلن بحماية المدنيين والحقائق الحاصلة على أرض الواقع، بحسب الصحيفة.

ووسط التكهنات حول الموعد الذي قد تنتهي فيه الحرب، فإن التساؤل الأكثر أهمية يكمن في فهم سبب استمرارها حتى الآن، فبعد مرور أكثر من شهرين على حادثة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لماذا يستمر هذا الهجوم على غزة؟ وبحسب المدافعين عن وقف فوري لإطلاق النار، فقد ردت إسرائيل بما فيه الكفاية، لكن ألم توضح وجهة نظرها بشكل قاطع؟

وفي خضم البحث عن إجابات، يقول التقرير، إن "الجانب الإسرائيلي يزعم وجود أدلة موثقة على العنف الجنسي الذي ارتكبه أعضاء حماس في يوم الهجوم. كما أدت الاضطرابات الدبلوماسية الأخيرة، التي اتسمت بخرق الهدنات، إلى تضخيم هذه الاتهامات، حيث تقول إسرائيل إن الحركة تراجعت عن إطلاق سراح عشر أسيرات إسرائيليات خوفًا من أن يشهدن على محنتهن خلال هذه الاعتداءات".

وبحسب التقرير، فإن هذه المشاعر السائدة تعمل على توحيد الإسرائيليين من مختلف ألوان الطيف السياسي، الذين يسعون إلى هزيمة حماس، إن لم يكن تفكيكها، باعتبارها القوة الحاكمة في غزة.

ويبقى السعي لتحقيق هذه الغاية ثابت بالرغم من الانتقاد الدولي، ما لم تطالب بها شخصيات مثل الرئيس جو بايدن. لذا؛ يبدو أن جوقة الإدانة العالمية تبقى غير مجدية في مواجهة سعي إسرائيل الحازم إلى تحقيق هذا الهدف، كما يرى التقرير.

وتؤكد الصحيفة أن "الافتقار الملحوظ إلى التعاطف مع إسرائيل على مستوى العالم، والصمت المطول للهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المختلفة، في الاعتراف بالعنف الجنسي المزعوم، عزز تصميم إسرائيل على الانتقام، مع تضخيم الاعتقاد بأن اليهود لا يمكنهم الاعتماد إلا على أنفسهم من أجل الحماية".

ومع ذلك، وفي ظل هذا الوضع المعقد، تظهر أصوات تدعو إلى إعادة ضبط الإستراتيجية الإسرائيلية، إذ أكدت شخصية رفيعة المستوى سابقًا في الجيش الأمريكي على حاجة إسرائيل ليس فقط إلى معالجة الهجوم التكتيكي على حماس، بل أيضًا إلى استهداف الخطاب الأساسي، وإعطاء إشارة للفلسطينيين بأن قتال إسرائيل ليس معهم كشعب بل مع حماس وحدها، مبينا أن حل النزاع يتضمن تبديد الاعتقاد بأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو حلم بعيد المنال.

ويتطلب هذا النهج الابتعاد عن الضربات الجوية الشاملة، واتباع إستراتيجية عمليات المشاة المستهدفة، والنشر السريع للمساعدات الإنسانية، وبذل جهود متضافرة لاستعادة الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة، ويهدف هذا النهج، رغم أنه من المحتمل أن يؤدي إلى خسائر أكبر في صفوف الإسرائيليين، إلى تعزيز المسار نحو السلام، بحسب الصحيفة.