مقتل 15 جندياً إسرائيلياً في تفجير شمال شرق خان يونس
شدد الجيش الإسرائيلي، الأحد، قبضته على جنوب غزة، وشقت الدبابات الإسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس اليوم في توغل جديد كبير في قلب أكبر مدن جنوب قطاع غزة.
وقال سكان إن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه عبر وسط مدينة خان يونس بعد قتال عنيف طوال الليل أدى إلى إبطاء التقدم الإسرائيلي من الشرق.
وامتلأت الأجواء بدوي الانفجارات المستمر وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأبيض فوق المدينة التي تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من مناطق أخرى من القطاع.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد إن نحو 18 ألف فلسطيني قتلوا وأصيب 49500 جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
كما قال المتحدث أشرف القدرة في مقابلة إعلامية إن الحصيلة تشمل 297 قتيلا وأكثر من 550 جريحا سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأعلن إعلام فلسطيني عن قصف إسرائيلي استهدف محيط مدرسة للنازحين بمخيم جباليا شمال غزة.
وشنت إسرائيل هجومها على خان يونس هذا الأسبوع بعد انهيار هدنة لتوسع حربها البرية إلى النصف الجنوبي من قطاع غزة في مرحلة جديدة موسعة من حملتها المستمرة منذ شهرين للقضاء على حركة حماس.
وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن هذا التطور ترك سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مكان يلوذون به.
وأفاد التلفزيون الفلسطيني، الأحد، بأن 45 قتيلاً وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بوسط قطاع غزة منذ مساء أمس جراء القصف الإسرائيلي.
وقالت حركة الجهاد إن مقاتليها يواجهون القوات الإسرائيلية في المنطقة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف ممرات أنفاق تحت الأرض في خان يونس وهاجم مجموعة من المسلحين الفلسطينيين كانوا ينصبون كمينا، لكنه لم يذكر شيئا عن أي تقدم للدبابات هناك.
وتحدث الجانبان أيضا عن قتال عنيف في شمال قطاع غزة حيث قالت إسرائيل في وقت سابق إن قواتها نجحت بشكل رئيسي في مهمتها الشهر الماضي. ودوت انفجارات عند الفجر وشوهدت أعمدة من الدخان عبر السياج في إسرائيل.
ومن جانبها أعلنت كتائب القسام قتل 15 جنديا إسرائيليا في تفجير استهدفهم بشمال شرق خان يونس جنوب غزة
وقالت سابقا إنها تمكّنت من تفجير مبنى تحصّن فيه جنودٌ إسرائيليون بحيّ الزيتون بمدينة غزة، ما تسبّب بسقوط عدد غير محدّد من القتلى والجرحى.
وأضافت كتائب القسام أن عناصرَها تمكّنوا من تفخيخِ مدرسة تحصّن فيها عشراتُ الجنود الإسرائيليين، فيما لم يتّضح بعد إحصاءُ خسائر الجيش الإسرائيلي، كما أكدت أنها استهدفت قوة إسرائيلية في جباليا شمال قطاع غزة.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعدما اقتحم مقاتلون مسلحون السياج الحدودي وهاجموا بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 240 رهينة إلى غزة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الالاف في عداد المفقودين والذين يعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض.
وأجبرت الحرب الغالبية العظمى من سكان غزة على ترك منازلهم ونزح العديد منهم عدة مرات وهم يحملون ما يستطيعون حمله فقط من متاعهم.
وتقول إسرائيل إنها تفعل ما في وسعها لحمايتهم، لكن حتى الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، تقول إنها لم تلتزم بتلك الوعود.
وأدى الحصار الإسرائيلي إلى قطع الإمدادات وحذرت الأمم المتحدة من انتشار الجوع والمرض على نطاق واسع.
ورفضت إسرائيل المطالبات بوقف القتال. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إحاطة لحكومته اليوم الأحد إنه أبلغ زعماء فرنسا وألمانيا ودول أخرى "لا يمكنكم من ناحية دعم القضاء على حماس، ومن ناحية أخرى الضغط علينا لإنهاء الحرب، الأمر الذي من شأنه أن يحول دون القضاء على حماس".
وأيَدت واشنطن الموقف الإسرائيلي ورفضت أي وقف لإطلاق النار باعتباره خطوة لن تفيد سوى حماس. لكن مع ارتفاع عدد القتلى وتحذير وكالات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية، أحجم حلفاء غربيون آخرون عن التصويت. وصوتت فرنسا لصالح مشروع قرار وقف إطلاق النار وامتنعت بريطانيا عن التصويت.
هذا وجهت منظمات إغاثة دولية انتقادات حادة لفشل تحرك وقف النار في مجلس الأمن، وعدّت أن مشروع القرار الذي تم إسقاطه كان سيسمح بـ"إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس للمدنيين، الذين يتعرضون لقصف بلا هوادة.. كانت هذه فرصة لوقف العنف، لكنها ضاعت"، حسب بيان لمنظمات "أنقذوا الأطفال" و"العمل ضد الجوع" و"أوكسفام" و"كير" و"المجلس النرويجي للاجئين".