صحيفة تليغراف البريطانية
أصدر رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، تحذيرًا صارخًا من أن الدول المعادية قد تدفع المهاجرين عمدًا إلى الشواطئ الغربية لزعزعة استقرار الدول، ما لم يتخذ القادة إجراءات حاسمة ضد الهجرة غير الشرعية، وإصلاح اتفاقيات اللجوء.

وخلال حديث في مهرجان استضافه الحزب الإيطالي "إخوة إيطاليا"، شدد سوناك على الحاجة الملحة لمعالجة هذه القضية، موضحًا أن الفشل في التحرك قد يؤدي إلى أعداد هائلة من شأنها أن تضغط على قدرات البلدان على تقديم المساعدة.

وذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية، أن سوناك، الذي يواجه ضغوطًا من نواب حزبه للحد من العبور غير القانوني، أكد على أن عدم اتخاذ إجراءات من شأنه أن يؤدي إلى تآكل ثقة الجمهور في السياسيين والحكومات، معربًا عن مخاوفه من أن الخصوم قد يستغلون الوضع، ويستخدمون الهجرة سلاحًا متعمدًا لزعزعة استقرار المجتمعات.

وحسب الصحيفة، يتماشى هذا التحذير مع الاتهامات الأخيرة التي وجهتها فنلندا ضد روسيا، وبولندا ضد بيلاروسيا، واتهامهما بالتلاعب بالمهاجرين لتعطيل الاتحاد الأوروبي.

ويسعى التشريع الذي اقترحه رئيس الوزراء البريطاني، والذي من المقرر أن يعود إلى مجلس العموم في يناير، إلى إلغاء أجزاء من قانون حقوق الإنسان لمنع التحديات القانونية التي تعيق رحلات الترحيل إلى رواندا، وفق الصحيفة.

وأوضحت "تليغراف" أن مشروع القانون يعد تمردًا محتملًا، إذ يهدف سوناك إلى إقناع ناخبي اليمين المحافظ والمحافظين بأنه سيردع بشكل فعال المعابر غير القانونية للقناة في المستقبل.

وبما أن الهجرة لا تزال قضية مثيرة للجدل، ألمح سوناك إلى الحاجة إلى تجديد اتفاقيات اللجوء الدولية، مرددًا المخاوف التي أثارها سياسيون آخرون، بما في ذلك وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان، بحسب الصحيفة.

ولفتت إلى تحذير برافرمان، التي تنتقد وجهة نظر مكتب مسؤولية الميزانية ووزارة الخزانة بشأن زيادة الهجرة باعتبارها مفيدة للاقتصاد، من "إعصار الهجرة الجماعية" المحتمل، مشددة على أن ذلك من شأنه زيادة الضغط على الخدمات العامة.

وأكدت الصحيفة أن دعوة رئيس الوزراء لزعماء العالم إلى تبني "تطرف تاتشر ودوافعها" في معالجة الهجرة غير الشرعية يعكس تصميمه، جنبًا إلى جنب مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، على تعطيل العصابات الإجرامية المتورطة في الاتجار بالبشر.

ويدافع سوناك وميلوني عن اتفاقيات على غرار اتفاقيات رواندا لمعالجة طلبات اللجوء في بلدان ثالثة واتفاقيات العودة، مثل صفقة المملكة المتحدة وألبانيا، لتسريع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، بحسب "تليغراف".

ولفتت الصحيفة إلى أنه بينما يواجه سوناك تحديات داخلية، بما في ذلك معارضة عملية اختيار "مختصرة" للنواب المحتملين، إلا أنه يؤكد الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية بشأن الهجرة.